للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له منطقٌ عذبٌ فصيحٌ مهذبٌ ... فسبحان من قد خصه بالفضائل

وإن جاء في التزهيد أبكى بقوله ... وزهَّد في الدنيا وإيثار آجل

وإن مازح الإخوان تقسم أنه ... له أسوةً بالمصطفى غير ماثل

وإن أمَّ في المحراب يتلو كلام من ... تقدس عن مثل وعن كل باطل

عرفت يقينًا فضله ومحله ... ورتبته في الفضل بين القبائل

له خلقٌ سمحٌ جميلٌ مؤيدٌ ... من الله لا يصغى إلى كل عاذل

له سطوةٌ بين الورى بلسانه ... يسدده ربي بسرد الدلائل

يعامل أهل الزيغ بالبعد والقلى ... ويرميهم شزرًا بقوس المسائل

وما قصده جاهً ولا مدحة الورى ... وما صده ميلٌ إلى كل باطل

شمائله جمٌ فلست أعدها ... بكل القرى تسمع بها والقبائل

كذا الحضر تلقاها بكل محلةٍ ... كذا البدو ترويها بكل المحافل

عليه سلام الله حيًا وميتًا ... ورحمة ربي عاجلًا غير آجل

مع العفو والغفران والفوز والرضا ... كذا الروح والريحان يوم التعامل

ولما قضى قولي توجهت مالكي ... سميع الدعاء مُسِدي جميع الفضائل

يلم لشمل الدين فرعًا أُصله ... ويبقي لنا بدر القرى والقبائل

سميَّ أبي حفص فالله دره ... لنا يشرح الغراء بغير تكاسل

يحل لإشكال المسائل جاهدًا ... بعزمٍ وحزمٍ مبرزٍ للدلائل

لقد كان أستاذًا لنا ومعلمًا ... يعيد دروسًا بالضحى والأصائل

ويحمي حما السمحاء عمن أرادها ... بنقصٍ وهضمٍ من خبيثٍ وجاهل

أعز به المولى لدين محمدٍ ... وأعلاه في الفردوس أعلى المنازل

وسدد إخوانًا لنا طاب خيمهم ... ووفقهم فهم الهدى والمسائل

وجنبهم ربي لكلِّ مضلةٍ ... وطهرهم من ساقطات الرذائل

وصل إلهي مع سلامٍ مضاعفٍ ... على المصطفى والآل مع كل فاضل

بعد الحصى والرمل والقطر كله ... وما شاء ربي دقها والجلائل