هو الشيخ عبد القادر بن علي بن محمد الشيبي، ولد سنة ١٢٧١ هـ وتولى سدانة الكعبة سنة ١٣٣٥ هـ كان شهمًا همامًا وديعًا سموحًا له إقبال على الناس، محبًا للخير وجيهًا، وقد باشر عدة وظائف منها: رئاسة مجلس الشيوخ في عهد الملك الشريف الحسين بن علي، وترأس عدة مجالس في حكومة جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وكانت له منزلةٌ عالية لدى الملك، ومكث رئيسًا للسدنة ست عشرة سنة إلى أن توفى في اليوم العاشر من شهر رمضان في هذه السنة، وكانت وفاته بمكة المكرمة وعمره ثمانون سنة، ثم تولى بعده السدانة محمد بن محمد صالح بن أحمد بن محمد بن زين العابدين الشيبي، وذلك من الغد، والمترجم هو الذي سلَّ على عنقه سيف الإخوان البدو في واقعة الطائف.
وفيها وفاة شاعر النيل أحمد شوقي، كان من أشعر الشعراء في زمانه، وله ديوان شعر.
وفيها وفاة الدويش، وهو فيصل بن سلطان الدويش الشهم البطل الغاشم، كان في بادئ أمره من قواد الجيوش السعودية، وكان لا يهاب الموت ويلقي بإخوانه المهاجرين إلى التهلكة.
وكان صاحب الجلالة يسيره للغزوات، وقد يسير هو من تلقاء نفسه، نازل سالم بن صباح في واقعة الجهراء وشوهد منه إقدام غير أنه انخدع له، وكذلك أيضًا لما نازل محمد بن طلال في فتح حائل شوهد منه جراءة وشجاعة كسر لأجلها جيش ابن طلال غير أنه انخدع له أيضًا، ولكنه كثير التقلب، شديد الإعجاب بنفسه مع ما فيه من الغشمة والنفاق، غره غلو أهله وقومه فيه لأنهم يرونه "المنجنيق" الذي يبيد الأعداء ويفرق الجموع، ولقد رعب بشراسته وفتكه أهل العراق والكويت، وآخر ذلك ثار على الحكومة فأحاط الله به وصرعه بغيه، فالتجأ إلى أبي حنيك في العراق بعدما خذله الله تعالى، وبعدما أكد ابن سعود على بريطانيا أن تحضره بين يديه أو تسمح له بمطارته، رأت أنه لا بد من ذلك فخدعوه وأخذوه في طائرة ليبعثوا به إلى لندن فيأمن من ابن سعود، وبينما يتطلع إلى لندن إذا به أمام مخيم ابن سعود، فاعتقل في سجن الرياض إلى أن توفى في هذه السنة بعد ثلاث سنين قضاها في السجن.