أيا أمة الهادي أما تنظرون إلى ما حل بأولى القبلتين، ودهى إخوانكم من الهوان والشين ذلك الهول الذي بلغ القلوب والحناجر، وسكب الدموع من المحاجر، فهل من ناصر لله ولرسوله ولكتابه والمسلمين، أما كان المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وأعظموا الأمر وأكبروا الهول، ويحق لهم ذلك، فلما أسمعوا جلالة الملك عبد العزيز بن سعود ضاق بذلك ذرعأ ولم يجد مندوحة عن الإجابة، وبعث يستشير شعبة ليقف أمام هذا التيار الجارف، ويخمد نيران تلك الفتن المتأججة، وأن يضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء المتمردين على النواميس السماوية، ودعاة السوء والرذيلة الذين يغرسون بذور الكفر والشرك والخبث، ويشقون الطريق أمام الاستعمار والمستعمرين، ولما أن قدم الأمر للشيخ عمر بن سليم بأن يجتمع بأهل العلم والدين والرأي من الملأ والمشايخ وطلاب العلم، عقد لذلك مجلس للمفاوضة في هذا الموضوع والمقصود منه هو أنه هل تجب مساعدة أهل فلسطين والانخراط في صفهم ضد أعداء الله ورسوله اليهود الصهيونيين مدافعين عن الأوطان والإخوان في الدين والعروبة، أم يتركون وشأنهم لأن البلاد ليست سعودية، وكان من بين هؤلاء الحاضرين رئيس البلد فهد بن علي الرشودي وأخوه إبراهيم بن علي، والرجل العظيم الشأن عبد العزيز بن حمود بن مشيقح، وأمير المقاطعة عبد الله بن فيصل، والشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، والشيخ محمد بن عبد الله بن حسين، والشيخ عبد العزيز الصالح بن سليم، والشيخ عبد الله بن رشيد خطيب الجامع، وعبد الله بن عيسى، وابن جربوع، ومحمد الربدي بن عبد الله، وغير هؤلاء، وتبادلت الآراء والأنظار وكثر الجدال والمناقشات بين من يقول بالناصرة وضدها، وارتفعت الأصوات وعلت الصيحات، وآخر ذلك حصل الاتفاق على أنه إذا أمر الوالي على الرعية بنصرة المسجد الأقصى وحفظه وحفظ حماه لأنه ثالث المسجدين وأولى القبلتين فإنهم يقدمون في نصرته أنفسهم وأموالهم