شديد الاعتقاد بأن النصر النهائي حليفه، كما أصبح في متناول يده، وبأن روسيا لن نقوى على المقاومة أكثر من شهر أو شهرين.
وكانت النتيجة في واقعة فياسما اقتياد ٦٥٠ ألف أسير من روسيا واغتنام خمسة آلاف مدفع و ١٢٠٠ دبابة، وأمر هتلر على المارشال فون بوك أن يعد فرق الهندسة لتقوم بتخريب الكرملين ساعة دخول الجيش الألماني إليها ظافرًا، واعتقد الجيش بعد هذه الكارثة أن الجيش الأحمر في طريق الإبادة والفناء، وبأن أبواب موسكو قد انفتحت لاستقبال جيوش هتلر، وألقى الله الرعب في قلوب الجنود الروسية وبقوا واجمين بدون حراك في انتظار التسليم، فالأسر ولكن أنى وهيهات وأمر الله واقع لا محالة.
ولما أن انتقلت القيادة العامة من مدينة إلى مدينة وتقدمت حتى لم يكن بينها وبين موسكو عاصمة روسيا سوى مائة ميل وذلك بتاريخ ٢ أيلول ١٩٤١ م، ولم يبق أمام قوات الرايخ الثالث إلا عدد هزيل من مواقع الدفاع وجعل الجيش الألماني يمني نفسه وهو على أبواب موسكو بقضاء عطلة عيد الميلاد وعيد رأس السنة بين الأهل والأصحاب في برلين إذا بعدوين أحاطا بجيش ألمانيا هما تساقط الثلوج وإمداد بريطانيا لحليفتها الروس، هذا وقد كانت الجيوش الألمانية في حالة يرثى لها من شدة التعب والنصب واستمرار قراع الكتائب والجحافل، وصار لسان الحال فيهم يردد قول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... يهن فلول من قراع الكتائب
ولما احتلت جيوش هتلر روسيا الأوربية وشبه جزيرة القريم، وثلاثة أرباع الفقفاس اتجهت الحركات الاستقلالية التي كانت تعمل سرًا في تركستان المسلمة، وفي أيبيل أورال وشبه جزيرة القريم نحو الزعيم هتلر يعلقون آمالهم بعبد الله عليه، ذلك لما قاسوه من جبروت ستالين ومظالم الشيوعية وتنكيلها بأربعين مليونًا من المسلمين، ورأوا هتلر كمنقذ هبط عليهم من السماء ليساعدهم على التحرر والتخلص من كابوس الاستعمار الشيوعي، ووصلت برلين عدة وفود لمفاوضة