وما تنهض الأوطان إلا إذا ارتدت ... من العلم والأخلاق درعًا مسردا
وما تنهض الأوطان إن لم يكن لها ... مدارس تحمي حرثها أن يبددا
وما تنهض الأوطان إن لم يكن لها ... مصانع تحمي مجدها أن يهددا
وما تنهض الأوطان إلا بماجدٍ ... إذا ما ادلهم الخطب كان المسددا
فما فيصل فينا سوى الأمل الذي ... يراح له في الحادثات ويغتدا
وما فيصل فينا سوى المنهل الذي ... عرفناه عذبًا مذ قصدناه موردا
وما فيصل فينا سوى النور زاهيًا ... يبيت لظلم الحالكات مبددا
لئن كان في الأمريكيتين شواهق ... فإن له في الجد حصنًا مشيدا
وإن كان فيها للحديد مصانع ... فإن صنيعًا منه ما زال أجودا
وإن كان فيها للزهور معارض ... فما هو إلا الزهر بلله الندا
وإن كان فيها للحسان ملاعب ... فإن له من نفسه الطهر والهدا
ومن باتت العلياء تخطب وده ... حقيق بأن يسلو سواها فيقتدا
ومن ناب عن شعب لإظهار فضله ... حقيق بأن تغدو النفوس له فدا
إذا قيل من للمجد يرفع شأوه ... تلفتت الدنيا ومدت له اليدا
وإن قيل من يهدي السيوف سليلةً ... أجابت سمي السيف فيصل سيدا
على الرحب يا شمس السياسة والحجى ... على الرحب يا من حل فينا ممجدا
على الرحب ملئ القلب والسمع نوركم ... وملئ عيون في غيابك سهدا
بعثت مع الأنسام أسمى تحيةً ... بنت من عظيم الود صرحًا ممردا
وجئت على من الهواء محلقًا ... كطيفٍ من الآمال قد لاح مسعدا
فلله ما أبهى مطيتك التي ... تهادت بأكناف الفضاء تأودا
وقد بسطت منه الجناح وأرسلت ... حنيا هو البشرى بمن قد تفردا
وكانت قلوب الشعب في نظراتهم ... تحاول أن ترقى السماء تصعدا
ورفت بنود البشر وازدهر الحمى ... وراحت وفوت البيت نحوك قصدا
وأبرعت لحني ليس يدرك شأوه ... وحسبي من الإخلاص أني لك الفدا