أن وصل إليها وجد الجيوش قد اجتمعت هناك وذلك يوم عيد النحر، فسار بتلك الجنود يقودها إلى عنيزة، ولما أن كان في اليوم الخامس والعشرين من ذي الحجة صبح أهل الوادي وأخذ جميع ما عندهم من متاع وأثاث ومواشي وقتل منهم نحو عشرة رجال، وأمر عبد الله بن الإمام بقطع نخيل الوادي فخرج عليهم أهل عنيزة ومعهم خلائق كثيرون من أهل القصيم ومن البادية فحصل بين الفريقين وقعة شديدة في الوادي قتل فيها عدة رجال من الفريقين منهم سعد بن محمد بن سويلم أمير بلدة ثادق من قبل الإمام، ثم إن عبد الله بن الإمام ارتحل بعد هذه الوقعة من الوادي ونزل العوشزية، ثم رحل منها ونزل على روضة الربيعية وقدم عليه طلال بن عبد الله بن رشيد بغزو أهل الجبل من حاضرة وبادية.
وكان أهل عنيزة لما عزلوا الأمير جلوي لم يتعرضوا لما معه من الأموال والسلاح، وجعلوا أميرًا على بلدهم عبد الله بن يحيى بن سليم، وسليم هذا لقب على سليمان بن يحيى بن علي بن عبد الله بن زامل، وكان بيت الإمارة من آل سليم، أما جلوي هذا الأمير فإنه ولد الأمير الشجاع الفاتك عبد الله بن جلوي أمير الأحساء.
وكان منصور المطرودي وأخوه حمد المطرودي من سكان عنيزة ثم انتقلا إلى العوشزية، وسبب ذلك أن منصورًا هذا كان بينما هو شيخ كبير قدّر أنه كان ذات يوم جالسًا في الطريق في بلدة عنيزة إذ مر الأمير وكان في فكر مستغرق، فلما جاوزه لم يسلم عليه فوجد منصور في نفسه على الأمير وناداه باسمه ألا تلقي تحية الإسلام وهي السلام بل تجاوزني كأنك لا تعرفني، ونسيت أيامًا مضت بيننا من المساعدة والمناصرة، فجعل الأمير يقلب الحيلة في التخلص من هذا السهو ويعتذر، غير أن منصورًا أبى أن يقبل منه عذرًا، ثم إنه طلب من أخيه حمد النقلة إلى العوشزية الواقعة إلى جهة الشرق عن المدينة بقدر من عشرين كيلو مترًا فسكنها وأخوه.
ولما أن كان في إمارة جلوي بن تركي قدر أن المطرودي وأولاده ذهبوا لصلاة الجمعة في عنيزة لأنه إذاك لم يتأسس لديهم جمعه، فلما كان في ذلك الوقت، جاء