كل منها بكلمتين اثنتين: حسنًا فعل .. ولكنه انفجر باكيًا عندما أبلغه غورنغ أن غوليتر فيينا صرع امرأته وأولاده الأربعة قبل أن ينتحر، ثم التفت إلى زوجته إيفابرون وقال لها همسًا إنها نهاية شعرية، وأثرت حالة هتلر الصحية في حالته النفسية فأضحى سويدائي المزاج ولكنه لم يفقد الأمل بإنقاذ ألمانيا حتى عندما شرع الحمر في دق أبواب المدن الصغيرة القائمة إلى الشرق من برلين، بيد أنه في مساء ٣ كانون الثاني يقول لفون ريبنتروب أن الدبلوماسية الألمانية لم تنجح في بذر بذور الشقاق في صفوف الحلفاء، وهاهم الغربيون يتدفقون على ألمانيا محاولين بلوغ برلين قبل حلفائهم الروس.
وقد اقترح الجنرال زيللر هذا الصباح اللجوء إلى الغارات السامة وحرب الجراثيم، ولكني رفضت لأن هذه الأسلحة الفتاكة لن تؤخر القضاء المحتوم.
أما الأسطولات البحرية فقد تقدم أسطول الولايات المتحدة في المحيط الهادي، وقام بهجوم ناجح على اليابان في جزر مارشال وجزائر جلبرت وأوقع خسائر باليابان، كما هاجمت طائرات الولايات المتحدة بقذائفها الأراضي اليابانية فانسحب الأسطول الياباني بعد أن خسر ١٥ بارجة غرقت في بكر المرجان، ولقد ألقت قاذفات الحلفاء على الجسور والموانئ والمصانع القنوات والسكك الحديدية في ألمانيا وفرنسا دون هوادة مليونين وسبعمائة ألف طن من القنابل والمتفجرات خلال غزواتها وغاراتها الهائلة الفتاكة، وتتابعت هزائم الألمان، وقد استسلم من قوات المحور في بعض الأماكن مائتا ألف وخمسون ألف يعدون من صفوة الفرق الألمانية والإيطالية، واستقال موسوليني من رئاسة الحكومة، فامر ملك إيطاليا فكتور عمانوئيل بالقبض عليه ثم غيب في السجن، وقامت الوزارة الجديدة في إيطاليا تفاوض الحلفاء سرًا لعقد هدنة، وبمقتضاها استسلم الإيطاليون دون قيد، وسلموا أسطولهم البحري والجوي إلى الحلفاء، وقد قامت سرية من جنود المظلات الألمانية فانقذت موسوليني، فقبض عليه مع نفر من أنصاره وأجريت له محاكمة صورية وحكم عليه بالإعدام مع بعض رفاقه، وعلقت جثثهم في بعض ميادين ميلانو، هذا وما كان يدور في الخلد أن يتقدم الألمان على مدينة عظيمة وهي ستالينغراد