للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الله نشكو الحال لا رب غيره ... ونفزع في رفع الأكف ونعتمد

ونسأله التوفيق للرشد والهدى ... وتبصرة نحذوا عليها ونستند

عسى وعسى أن ينصر الله دينه ... كذا المصطفى الهادي إلى الحق والرشد

وبعد فقد عم البلى وتوفرت ... أمور الردى بين الملا بلا فند

فهذا زمان الصبر طوبى لعاملٍ ... على السنة الغراء مقيمًا قد اعتمد

زمانٌ به الأحوال حالت بكلها ... فلست ترى إلا الخيانة والنكد

فلا آمر بالعرف يومًا وناهيًا ... عن المنكر المشؤوم في أغلب البدد

ترى الأمر بالمعروف أقفر رسمه ... كذا المنكر استعلا جهارًا وقد وجد

خلت من شفيق قام لله داعيًا ... إلى السنة المثلى مُجدًا قد اجتهد

يقرر آيات الكتاب بعزمه ... ويشرح للغراء سليمًا من اللدد

فقد طالما ربع الشريعة مقفرًا ... فسوق الهدى والخير والله قد كسد

تبدلت الأحوال من بعد حسنها ... فلست ترى إلا النميمة والحقد

مع الفحش في الأقوال والسوء والبغاء ... شمائلهم بث الفساد مع الحسد

وكلّ قد استغنى بعادات أصله ... يرى أنها أحرى الطرائق والرشد

وظن الذي يهوى صوابًا وسنةً ... تراه لما يهوى مكبًا على عمد

إذا قيل قال الله قال رسوله ... تغيظ من سوء الطوية والحقد

وما همه أمر المعاد وهوله ... فيا ويل عبدٌ للهداية قد فقد

ينافس في الدنيا لأبناء جنسه ... يعوم بتيار البطالة قد مرد

وأعرض عن يوم التغابن عامدًا ... وضيع أمر الله يا بئسما قصد

.. الخ وهي حسنة، وله قصيدة من هذا النمط لامية تحث على الجد والاجتهاد والتشمير وترك التكاسل في طلب العلم نذكر بعضًا منها:

تقضت ليالينا وضاعت حياتنا ... بلا عمل يجدي على غير طائل

فوا أسفًا للعمر يمضي سبهللًا ... فيا ضيعة الأعمار في غير حاصل

فآهًا على التفريط في زمن الصبا ... وآهًا على فوت العلى والفضائل