للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من خالص الذهب صنعة بديعة لم يسبق لها مثيل، وقد كسيت بتلك الصفائح الفضية والأحرف والنقوش الذهبية ألواح من طيب العود الذي هو أزكى أنواع الطيب، وأقيم لذلك احتفال رسمي عظيم حضره صاحب السمو الملكي ولي العهد إذ ذاك سعود، بل وضعه بيده تيمنًا وحضره وزير الدفاع منصور بن جلالة الملك عبد العزيز ووكيل نائب جلالة الملك على مكة عبد الله بن فيصل حفيد الملك، وحضره العلماء على رأسهم رئيس القضاة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ، وحضره الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع مدير المعارف العام، وأمراء المقاطعات، وسدنة الكعبة، ووزير المالية، ووزير الخارجية، ومدير الأمن العام، ومدير الأوقاف، وموظفوا المسجد الحرام وخدمه وأعوانه، وكبار الموظفين والرؤساء وغيرهم، والحفل عظيم باهر، وقد خطب ولي العهد سعود خطبة حينما قدم لتركيبه في ذلك المساء، وبعدما فرغ القارئ من تلاوة آيات من القرآن الحكيم، وخطب الخطباء البلغاء خطبًا جميلة في مآثر صاحب الجلالة ومناقبه ومقاماته في الإسلام التي قامها جزاه الله الجنة، تقدم بالنيابة عنه نجله سعود فركب حلقة باب الكعبة الذهبية في الباب بعد أن رفع عنه الستار، وفتح باب الكعبة بيده.

هذا والمدعوون والحاضرون يهللون ويكبرون قد احتشدوا أمام الكعبة، فدخل سعود الكعبة المشرفة خلفه الجماهير من الكبراء، ومكث في جوف الكعبة مدة يدعو الله بدعوات مباركات خص بالكثير منها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ونحن نسوق خطبة ولي العهد بنصها قال:

شعبي العزيز ووفود بيت الله الحرام: أحييكم بتحية الإسلام والحمد لله الذي شرفنا بخدمة بيته، وشرفني بوضع هذا الباب لهذا البيت العتيق، فهذا فضلٌ من الله من به علينا، وتلك مأثرة من مآثر جلالة الملك والدي العظيم حفظه الله وأبقاه، وإني أسأل الله في هذا الموقف العظيم أن يجعل عملنا كله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يتقبل منا ومنكم، وأن يرفع الكرب عن شقيقتنا