دولهم، غير أنهم غلبوا علي أمرهم في فلسطين، وما زال صاحب الجلالة الملك عبد العزيز يدأب في نصرة أهالي فلسطين، تارةً يخاطب رئيس الولايات المتحدة روزفلت، ورئيس الوزارة البريطانية تشرشل، وتارة يبعث الرسائل إلى أمريكا وبريطانيا يناشدهم بحقوق العرب ويكرر ذكر أعمال اليهود المعتدين بالقوة والجبروت والطغيان، وآخر ذلك بعثت الدولتان إليه وفدًا لجنته مؤلفة من الرئيس السير جون سنجلتون، وعضوين هما أين ميجر مانتجهام بولور والمستر باكستون، ولما وصلت اللجنة إلى الرياض وحصلت المقابلة، قدم الملك عبد العزيز إليها مذكرة أعربت عن قضية فلسطين الحاضر، وكيف أبدي لرؤساء أمريكا وبريطانيا ضرورة حلها، ثم باح بما لديه من الاستنكار لهجرة اليهود إلى فلسطين.
فيا للعدالة النكراء، ان الأراضي الواسعة الخالية في الكرة الأرضية مثل استراليا، ونيوزلندا، والأمريكيتين وغيرها من المستعمرات والممتلكات التي يمكنها أن تؤوي وتسع أضعاف أضعاف مقدار يهود العالم، ولكن لكون مالكي هذه الأراضي أقوياء ويسندهم حق القوة لا يكلفون بإيوائهم ولا يلامون إذا كلفوا علي رفضهم لمثل هذا الطلب الأماني الذي يعد فضيلة ووطنية، ثم انه أدلي بصفته صديقًا لبريطانيا وصديقًا لأمريكا بأن لا يحرجوا مقامه على أن يكون عدوًا لهما، وحقق الطلب وأطال جدًا بينه وبين اللجنة سؤال وجواب، وذكر خطته في الحرب العالمية وأنه أيد سياسة بريطانيا وسياسة حلفائها، وأنه منذ أوجده الله وقام يسعي لاستعادة ملك آبائه وأجداده، كان صديقًا لبربطانيا وقد رأي منها ما سره، ورأت منه ما سرها، ثم عرض في كلامه بان الوزير البريطاني المفوض بجدة زاره بعد انتهاء الحرب بمدة وجيزة وقال له: إن حكومة بريطانيا ترى أن حركات اليهود الحاضرة ربما أن تكون من حظ العرب لأنه كلما ازدادت حركاتهم انكشفت نياتهم ورجاه أن يبذل جهده لدي العرب لالتزام الهدوء، وأقنعه بأن هذا هو خير لمصلحتهم، فلم يدخر ابن سعود وسعًا في هذا السبيل إلى أن وصلت الحال إلى الموقف الذي كانت المشاكل فيه ثم قال: