الحالة، وينددان بمثل هذا التدخل، وما خطب ميثاق الأطلنطي وميثاق هيئة الأمم المتحدة أن المداد الذي كتبت به هذه المواد لم يجف بعد.
إننا نرى مندوب الولايات المتحدة يحاول إثارة العالم كله من أجل المسألة اليونانية، فما ظنه بفلسطين هل نسي مبادئ الميثاق أم أنه ينكر تلك المبادئ، إني لأعجب لشعب يمنع الهجرة إلى بلده ولكنه يفرضها علي بلد غيره، وقد جاء نبأ هذه الخطة من ليك سكينيس وعارض ذلك التقسيم مندوبوا العرب منكرين، وأنهم سيقومون بواجب الدفاع عن فلسطين من براثن اليهود، تالله ما كانت فلسطين باللقمة السائغة في حلوق الآكلين، إنها حسك وقتاد ونار مصهورة تهري الأفواه وتقطع الأمعاء، أتحسب اليهود واليونان ومن يشابههم ويساعدهم ويعاضدهم إنها في مقام هوان، وإنه ليس في الحياض من يذود عنها ولا في الحمي من هو في ثغرة المرمي، إن زحزحة الجبال الراسيات لأهون من زحزحة العرب عن موقفهم الرائع الذي اتخذوه لأنفسهم منذ أن دخل النزاع في طوره الأخير، حتى أوشك أن يكون صراعًا.
إن فلسطين العزيزة تغلي غليان المرجل لأن النيران تحتوشها من كل جانب، فلا تدعوها أيها العرب تحترق.
يا للعدالة النكراء فلسطين العربية منذ عشرات القرون تقطع أوصالها ويمزق أديمها ويشتت أهلها إرضاء لشذاذ آفاق وحثالات أمم، ومحترفي إجرام، اللهم إن هذا بهتان عظيم، هل أفلس المنطق إلى حد الثرثرة والإبهات، هل مسحت الحقائق إلى حد الخيلات، أين شجاعة العرب المعهودة، تالله إن العرب ليسوا بالجبناء، فكيف وهم على ما هم عليه من الوحدة العربية.
ولما جرى قرار التقسيم تكلم مندوب سوريا بأن سيقوم من سوريا مائة وخمسون ألفًا من الرجال، ثم تكلم مندوب اليمن بأن سيقوم من اليمن مائة ألف مقاتل، وتكلم مندوب لبنان بأن سيقوم من لبنان تسعة آلاف مقاتل، ثم سافر أولئك المنتدبون إلى القاهرة لتأسيس الحرب وللمراودة في أعمال الحرب، غير أن فيصلًا تأخر في أمريكا، وقد عزم ملوك العرب على أن يأخذوا بالحزم،