بكامل سخطها علي قرار التقسيم الجائر وقيامها قومة رجل واحد للدفاع عن فلسطين، فترى الجزيرة العربية تتحضر للوثوب لنصرة عرب فلسطين، إذ بليثها الغضنفر الذي عوَّد الناس أن يسبق لهم بالقول والفعل، فيثب وثبة الأسد للدفاع عن عرينه، فأصدر تعليمات إلى الأمير فيصل نجله وسائر أنجاله كغادرة نيويورك خلافًا للترتيب الذي كان مقررًا للأمير فيصل في زيارة واشنطن، ثم إنه استدعا جلالته وزير أمريكا المفوض في جدة إلى الرياض على عجل وأفضى إليه ببعض تصريحات عاد على أثرها إلى جدة، ثم إنه رفع مجلس الشوري في المملكة العربية السعودية لجلالته هذه الرقعة:
حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المفدي أمده الله بنصره:
قيامًا بواجب التضحية في سبيل الله ومشاطرة للشعور العام الذي تبديه كافة الشعوب والأقطار العربية، واقتداء بسيرة جلالتكم الرائعة في البطولة، والإقدام واستنكارًا لما يذيعه المغرضون وذوو الأهواء، والذين في قلوبهم مرض من جهة ما يبيت لمصير فلسطين الشقيقة، وتفاديًا من الأخطار التي تحيق بالشرق العربي فيها لو فتحت أبوابها لشذاذ الآفاق ومتشردي اليهود لا نري بدًا من أن نتقدم إلى جلالتكم بطلب الترخيص بالإسراع إلى نجدة ثاني القبلتين وثالث الحرمين، وأن مجلس الشوري ليبادر بهذا الالتماس إباءً للضيم، ورغبةً في الكفاح، وطلبًا لإحدي الحسنيين، وشعاره الذي يتمسك به مع كل من تظله راياتكم المظفرة ولوائكم الخفاق، "مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين"، ومهما كانت الظروف والأحوال فإننا وكافة أفراد الشعب رهن إشارة جلالتكم، وإننا لنضرع إلى الله أمام بيته الحرام أن يأخذ بيدكم إلى ما فيه إنقاذ الأراضي المقدسة وطمأنينة العرب، وعز المسلمين، والأمر لله ثم لجلالتكم فيما ترونه في ذلك، أدام الله توفيقكم، مولاي.