فقم واستعن بالله وانهض إلى العلا ... فكسب الثنا والأجر خير المكاسب
فكيف تنام العين منك عن العدا ... وقد أوقدوا للحرب نار الحباحب
ولا ترض إلا مقعد العز مقعدا ... على ظهر مهر العنان مجاذب
ولا تستطب ظلًا سوى ظل قسطل ... وظل القنا الخطي بين الكتائب
وشن على الأعراب غارات محنق ... وانهلهموا صاب الردى بالمصائب
ومزق جماعات الضلال وحزبه ... بريح سموم من لظى الحرب حاصب
وجر عليهم جحفلًا بعد جحفل ... وضيق عليهم أرضهم بالمقانب
جيوشًا تريهم ظلمة الليل في الضحى ... ولمع المواضي كالنجوم الثواقب
إلى أن يكون الدين لله كله ... وينقاد للإسلام كل محارب
ومن كان معوجًا فقومه بالضبا ... إذا لم يفد بذل الخيا والمواهب
فبالبيض مع سمر القنا تدرك المنى ... وبالجود والإقدام نيل المطالب
بذلك تعطيك المعالي زمامها ... وتسمى على أعلى الذرا والمراتب
وإن كره الناس الجهاد بداية ... فآثاره محمودة في العواقب
وأثماره نصر وأجر ومفخر ... وإن عمت عنها عيون الغياهب
فشمر بعزم للجهاد ولا تهن ... فتدعو إلى سلم العدو المجانب
فإن أنت سالمت العدو مخافةً ... فأيسر ما تلقاه بول الثعالب
ولازم تقي الرحمن واسأله نصرةً ... بمدك من إسعافه بالعجائب
فإن التقى حصن حصين لأهله ... ورع يقي من حادثات النوائب
ودونك نظمًا ينهض الشهم للعلى ... ويدعو إلى حسن الثنا والمناقب
بدا من أديب كالجمان قريضه ... طبيب زمان عارف بالتجارب
إذا قال قولًا أنشد الدهر قوله ... وغنى به أهل الحجا والمناصب
وصل إله العالمين مسلمًا ... على خاتم الرسل الكرام الأطايب
محمد الهادي إلى خير شرعة ... به شرفت أبنا لؤي بن غالب
كذا الآل والأصحاب ما اهتزت القنا ... وما انتدب الفرسان بين الكتائب