وقد غاب آل سعود عن قلب الجزيرة العربية إحدى عشرة سنة ثم عاد جلالة الملك وبسط سلطانه ونفذه على تلك الأماكن منذ أكثر من اثنتين وخمسين سنة من غير منازع، إلى أن قامت السلطات البريطانية بأعمالها العدوانية في تلك المنطقة.
ولما أن اعتدت بريطانيا في الخليج العربي على بعض المناطق في الجنوب الشرقي من المملكة العربية السعودية بدعوى الدفاع عن مطالب لسلطان مسقط، عقدت اتفاقية في الرياض سميت اتفاقية التوقف في المنطقة المختلف عليها، ووقع السفير البريطاني يحدة مع سمو وزير خارجية المملكة العربية السعودية على هذه الاتفاقية، وقد التزم كوجبها الجانبان السعودي والبريطاني التزامات خاصة، غير أن السلطات البريطانية لم تراعي تلك الاتفاقية، وبدأت سلسلة من الاعتداءات المتكررة بأن وصل البريمي الضابط السياسي البريطاني ٢٣ صفر ١٣٧٢ هـ الموافق ١١ نوفمبر ١٩٥٢ م ومعه سيارتان وعشرة جنود مسلحين، ووصل البريمي أيضًا الضابط السياسي في ١ ربيع أول من هذه السنة ومعه ثلاثون جنديًا، وبقي خمس ساعات يحاول فيها أخذ صقر بنُ سلطان بعدما قدم الضابط المذكور قبل ذلك وأخذ صقر بنُ سلطان بالقوة، ولكنه هرب.
واستمرت الاعتداءات من بريطانيا بسيارات مسلحة وأعادت طائراتها التحليق المنخفض فوق المنطقة، واستعملت بريطانيا القوات المسلحة ضد القبائل الآمنة، واستدعيت قوات من بعض البلدان العربية المجاورة لتستخدمها الحكومة البريطانية في احتلال مناطق جديدة، وللقبض على الأهلين وسجنهم وتقييدهم بالأغلال، واعترافهم بأن ذلك إجراءات لازمة.
كل ذلك لإرهاب الأهلين والتأثير عليه، ولإرغامهم بالقوة على الخضوع للسلطات البريطانية.
وبالرغم من قرارت المادة الثانية والثالثة من مواد اتفاقية التوقف فإن الحكومة البريطانية لا تزال في غيها، وآخر شيء قامت تصادر جميع الأرزاق الواردة على إمارة البريمي، واتخذت كل الوسائل لفرض حصار شديد، وأخرجت سيارات