عبد العزيز ويواسونه وأقبلت الأمة يعزون الشيخ والعلماء ثم أقبل يعزي بعضهم بعضًا. ولما كانت الساعة في الحادية عشرة والنصف هبطت طائرة ملكية تقل جثمان الملك عبد العزيز يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل وإخوانه فأقبل الأمير نايف وفضيلة الشيخ محمد والعلماء والأعيان يعزون فيصلًا وأصواتهم تختلط بالبكاء على فقيد العروبة والإِسلام ثم إنَّه وضع الجثمان في السيارة يرافقه الأمير فيصل وإخوانه إلى مسجد العيد الذي غصَّ بالجماهير الغفيرة من رجال ونساء وبعد ما فرغوا من صلاة المغرب صلَّى المسلمون وجميع الحاضرين على صاحب الجلالة يؤمهم الشيخ محمد بن إبراهيم. ولمَّا فرغوا من الصلاة تصاعدت الدعوات وأجهشوا بالبكاء والدعاء للراحل والتوفيق لخليفته سعود وصرخت الأيامى وسمع لُجبة شديدة في المصلى وخارجه جزعًا على فقد والدهم البار الحنون. ثم نقل الجثمان الطاهر على السيارة يرافقه سمو الأمير فيصل وإخوانه الأمراء إلى المقبرة. وقد كانت السيارة تمشي الهويناء من شدة الزحام الذين انطلقوا حول السيارة يواكبون الجثمان إلى مقره الأخير فدفن حيث دفن آباؤه وأجداده. وقد تولَّى إنزاله إلى القبر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل وإخوانه الأمراء. وبعدما تمَّ الدفن تصاعدت الدعوات من كل حدب وصوب لجلالة الفقيد. نسأل الله تعالى أن يسبل عليه الرحمة والرضوان والعفو والغفران والفضل والامتنان. وهذه ترجمته: هو الإِمام العالم العادل الهمام البطل الرئيس السياسي الأسد في براثنه، الرجل العظيم الذي اتفقت الأمة بأسرها على عظمته وكبر شأنه، الذي افتخرت به العرب على من سواها بل افتخرت به الأواخر على الأوائل وأقرت له بالتقدم كل ملوك العالم، أبو تركي عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن. وتقدم ذكر نسبه وولادته وشيء من صفاته في سنة ولادته وفتحه الرياض، وكان أكبر زعماء العرب