للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ميراث وقالت: ليس لي من يدافع عن حقوقي فناداها وأخذ ما بيدها من الأوراق وقال: أنا وكيلك وأدافع عن حقوقك فنظر في الحجج التي بيدها وأرسل بالقضية للمحكمة الشرعية وأخذ يسأل كل يوم عن تلك القضية حتى قررت المحكمة الشرعية في شأنها وأبلغ المرأة الحكم وأمر بإنفاذه.

فرحمة الله عليك من إمام عادل وليسجل التاريخ ما شاء من هذا العجب العجاب. ونمى إلى مسامعه أن تلاعبًا حصل في كتابة عقد من العقود في المحكمة الشرعية الكبرى بمكة وصودق عليه فما كان منه إلاَّ أن بعث خدمه إلى المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة وأحضر ما هو في متداول أيدي القضاة من دفاتر وحقق أمامه موضوع التلاعب حتى كان على يقين من ذلك فأمر بعزل جميع موظفي المحكمة واستبدالهم بآخرين ولم يكتفِّ بذلك بل عزل معهم رئيس القضاة إذاك سماحة الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد كذا قيل (١) وكان الشيخ موضع التقدير من جلالة الملك ولكنه لما كان لا يطلع على التلاعب لم يراع شيئًا أمام الله وأمام خلقه وكان يوظف في الوظائف الكبار من يرى فيه المؤهلات سواء كان كبيرًا أو صغيرًا ويضع في كل أمر من يسده وهو إلى جانب هذا يجمع ذوي الحل والعقد من سائر البلدان في المملكة ولا سيما كبار العلماء لكل مناسبة ويأخذ رأيهم ويدعوهم إلى التناصح ويبعث اللجان ويؤلفها وينتدب الهيئات إلى عموم الجهات للنظر والتحقيق في الشكايات التي ترفع إليه حتى يتضح الأمر جليًا وينفق من مال الدولة الشيء الكثير في هذا السبيل ويختار لهذه المهام من يثق به من ذوي الخبرة والنزاهة ويوصيهم بتقوى الله وتحري الحقائق والأخذ بيد المظلوم وحدثني طالب علم من الذين يدرسون سابقًا على فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم بأنَّها تأخرت مكافئاتهم الشهرية فبعثوا بكتاب إليه وطلبوا من جلالته


(١) ذكر ذلك عبد الحميد الخطيب في تاريخه "الإمام العادل".