وقد استمرَّ العرض أربع ساعات كاملة وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وقائد القوات البرية والبحرية والجوية واقفون على أقدامهم فوق منصة خاصة يحيون رجال العرض العسكري. وقد مرت أمام الجماهير المحتشدة القوات البحرية والبرية والبراشوت ومرت الأسلحة الميكانيكية الخفيفة والثقيلة وشاهد النَّاس لأول مرَّة الأسلحة التشكيلة الجديدة، شاهدوا الدبابات الضخمة دبابات ستالين التي دكت الأرض دكًا بجنزير عجلاتها وستدك حصون العدو بفوهاة مدافعها وكان الملك سعود قد بعث ابنه فهدًا منتدبًا عن الحكومة السعودية لحضور هذا الاحتفال.
وفيها في أوائل شهر شوال قدم على المملكة العربيَّة السعودية حاكم قطر علي بن عبد الله بن ثاني ضيفًا فرحبت به الرياض لأنَّ الصلات القوية المتينة التي تربط بين سكان هذه المملكة وبين الضيف صلات قامت على أُسس قوية من الود والإِخاء وأن بمقدمه ذلك لتذكر أعمال جده قاسم بن ثاني وما قام به من إيقاف الأموال العظيمة ونشر العلم والكتب التي طبعوها وغيرها من الأعمال الخيرية.
وفيها فتح شارع جديد خلف الصفا من أجياد إلى سوق الليل وقد تكلف فتحه لهدم بيوت ودكاكين وأحواش ذلك لما لفتحه من المصالح التي تمنع اصطدام السعاة بين الصفا والمروة بالسيارات ويجعل الحجاج مستريحين. وكان هذا الشارع حوالي الصفا يدخل المسعى من جهة الجنوب الشرقي إلى الجهة الغربية الشمالية فبينا أنَّ السعاة متوجهون إلى الصفا إذا بالحمر الأهلية تهز أجراسها والإبل الحجازية مقطورة تمنع مواصلة السعي وتوقف السعاة فينتظرونها حتَّى تخلص ولا سيما السيارات التي أوجدت وكان من الأعيان من يسعى بين الصفا والمروة ممتطيًا السيارة وهذا للضرورة. وقد شاهدت تلك مرارًا في حجاتي الأولى فتفضلت الحكومة بصرف هذا الشارع إلى جهة الجنوب وأصبح السعاة في راحة من قطع الطَّريق إلى الصفا، وإنَّها