وممن توفي فيها من الأعيان الشَّيخ سليمان العمري رحمه الله وعفا عنه. وهذه ترجمته: هو الشَّيخ العالم الورع القاضي الناسك أبو عبد الرحمن سليمان بن عبد الرحمن بن محمَّد بن عمر بن مبارك العمري. ولد في رأس القرن الرابع عشر ولمَّا بلغ من العمر ثمان سنين تقريبًا توفي والده عبد الرحمن قتيلًا في واقعة الميلداء عام ١٣٠٨ هـ وهي الواقعة المشؤومة على أهل القصيم فشبَّ الفتى وأخذ في الدراسة حتَّى تعلم القرآن وحفظه ثم أَنَّه أخذ في الدراسة في البلد الذي ولد فيه وهو عنيزة على الشَّيخ صالح بن عثمان القاضي ثم نزح إلى مدينة بريدة فأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن عبد الله بن سليم وأخذ عن الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن سليم وأخذ عن الشَّيخ عمر بن محمَّد بن سليم ثم ذهب إلى الرياض للأخذ عن علمائها فأخذ عن الشَّيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخذ عن غيره من علماء الرياض وكانت إذ ذاك كاظة بالعلماء وكان له مجالس مع الطلاب والزملاء وبحث ومذاكرة. أمَّا جده فهو الشَّيخ محمَّد بن عمر العمري تولى القضاء في مدينة الخبراء من أعمال القصيم. أمَّا عن المترجم فقد لازم علماء هذه الدعوة وممن أخذ عنه الشَّيخ سعد بن حمد بن عتيق فهو من مشائخ المترجم وأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن عبد اللطيف وسلمان بن سحمان ثم أَنَّه رجع إلى القصيم وتولى إمامة مسجد القاع في عنيزة وجلس فيه للطلاب فالتفَّ عليه حلقة كبيرة وكان فيها موضع الثقة في عقود الأنكحة ووثائق البيع والشراء وداعية إلى الله عزَّ وجلَّ يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر. ولمَّا استولى الملك عبد العزيز على الحجاز بعثه في جملة من العلماء إلى المدينة المنورة وذلك في عام ١٣٤٥ هـ فكان زملاؤه يعظون ويرشدون في المسجد النبوي، أمَّا هو فكان قاضيًا فيها وإمامًا في المسجد النبويِّ.
وقام بهذه الأعمال مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في