للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي لم يتوصل إليها المتقدمون في غابر الزمان بل لم تزل حقيقة الكهرباء ونتائجها الباهرة وأعمالها العجيبة في طي الخفاء والكتمان حتى ظهر المتأخرون على هذا العلم العظيم والكنز الثمين وإنَّ هذه المخترعات الناشئة عن الكهرباء يخبر بها الرسل عليهم الصلاة والسلام وتظل الأفكار حائرة بها كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يطير الحديد". وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل فخده ونعله ويخبره عصاه بما فعل أهله". وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس وحتى يكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله" (١). ويقول الله جلَّ ذكره: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (٤٢)}.

وأخبر عن تقارب البلدان في آخر الزمان وغير ذلك في أمور الغيب وقد تقاربت البلدان ووقع ما أخبر به الهادي الذي لا ينطق عن الهوى وذلك بواسطة التلغراف اللاسلكي وجهاز الراديو والتلفون الهوائي وأصبح من في مشارق الأرض يكلم من في مغاربها، ولا غرابة أن يعلم الناس بخروج الدجال إذا خرج في ساعة واحدة كما ثبت في الحديث الشريف وقد استبعد المتقدمون علم الناس بخروج الدجال في ساعة واحدة وها قد توفرت المخابرات ووسائل الإِعلام وتقاربت البلدان بهذه الطائرات والسيارات واستعملت الآلة المسجلة بهذه الأشرطة حتى تمكن الرجل من أن يخبره مسجلة ما فعل أهله.

ويروي لنا التاريخ عن رئيس الجمهورية السورية شكري القوتلي لما زار موسكو وجلس مع رئيس وزراء روسيا خروتشوف جرى في محادثاتهما أن قال رئيس وزراء روسيا: إنَّكم يا معشر العرب لم تعلموا ولم تظهر لديكم علوم وسأريك شيئًا عن معلوماتنا فكشف له عن بلاد سوريا حتى رآها بين


(١) أخرجه الترمذي رقم ٢١٨١.