الطرق والعقبات التي لا تسلكها السيارات إلَّا بنصب ومشقة وقامت سيارات البريد بين العاصمة والبلدان الأخرى من القصيم تتردد وتجيء وتذهب إلى الأسياح وعيون الجوى وعنيزة والبدائع والمذنب والرس والبكيرية والشحية والهلالية والنبهانية والقوعي والشماسية وروضة الربيعي ووثال والشقة والقرعا وغير ذلك كالمريدسية والقصيعة واللسيب وحويلان وفيحان أو السباخ وخضيراء وإنَّها لخطوة متقدمة ونهضة عالية أن تكون بلدان القصيم مرتبطًا بعضها ببعض لجلب الأطعمة ونقل الخضروات والذهاب والإِياب سريعًا (١) وإذا كان غويمض والطعميات والمتنيات ورياض البطين قد امتلئت بالحبوب من قمح وذرة ودخان وغير ذلك فإنَّ حملها إلى العاصمة يشق على أهلها لصعوبة الطرق ومشقتها ولا سيما في أوقات الأمطار والسيول إذ البطيخ والقثاء واليقطين يكون هدفًا للخراب والتمزق ولقد حظي القصيم بميل الأسرة المالكة إليه وحفر آبار إرتوازية في الباطن والبطين وغيرها ولقد كان لسمو الأمير محمد بن سعود الكبير بئر إرتوازية في الباطن تسقي مزارع عظيمة هناك حيث تتدفق المياه العذبة يمنة ويسرة ولسمو الأمير متعب بئر هناك تقع في شرقي الباطن وتسقي زراعة عظيمة له هناك قد ضمت شيئًا عجيبًا من البرسيم والحبحب وشيئًا كثيرًا من الأشجار على اختلاف أنواعها كما أنَّ لسمو الأمير مشعل آبارًا في رياض القصيم مستقبلها زاهر كما قد احتفر الأمير فهد بن فيصل بن فرحان في البطين آبارًا إرتوازية وقد رأيت بئرًا إرتوازيًا في روضة أم زهر في البطين للأمير محمد بن عبد الله بن بتال جاءت على أحسن ما يرام في المنتوجات حتى لقد حدثني المزارع فيها عن آيات عجيبة ظهرت في تلك الروضة من البطيخ والعنب والرمان والقثاء والطماطم والباذنجان والدباء وغير ذلك ونحن نشير لرحلة ساقها الأديب عثمان شوقي
(١) لقد قامت الحكومة أيدها الله بسفلتة الطرق عامًا بعد عام حتى سهل الله عزَّ وجلَّ للأمة المواصلات واتصلت مدن المملكة بعضها ببعض.