خدارًا على أن تنال مقادتي ... ولا نسوتي حين يمتن حرائرا
لا شكَّ أن أمة يقول شاعرها لذلك مبينًا مبلغ الغيرة على العرض والحفاظ عليه لجديرة أن تكون سناء الدعوة لنبي أتى بمكارم الأخلاق وأفاضل الشيم والخصال. وقد أفتى الإِمام أبو حنيفة وهو الذي يحتج دعاة السفور والاختلاط واشتراك المرأة في الأعمال العامة زورًا وبهتانًا بما في مذهبه من سماحة أفتى رضي الله عنه بأنَّه إذا وقفت المرأة بين الرجال بطلت صلاة من على يمينها ومن على شمالها ومن هو خلفها. وكان الذين يرون التعليم للبنات يحتجون بأنَّ الوقت قابل للعلم وإذ كان يؤتى بالنساء الأجنبيات لعلاج نساء الأهالي ويصرف لهن الرواتب الطائلة فكون المصلحة للأهالي إذا أصبحوا قدراء أحسن، فتكون ثروة البلاد لأهلها لا ينبغي صرفها للأجانب. ومن جهة أخرى فإنَّ الشباب الذين أصبحوا مثقفين يتطلبون فتيات مثقفات لأنَّا قد رأينا منهم من يأتي بزوجة من سوريا ومصر وغيرها. ومن جهة ثالثة فإنَّ المعلمين الأجانب المنتدبين قد يأتوا بعوائلهم فيجد الذكور من العوائل المدارس والمعاهد والكليات مفتوحة الأبواب للطلاب، أمَّا الفتيات من عوائلهم فإنها تكون محرومة من التعلم لعدم وجود المدارس للبنات في السعودية. فرأت الحكومة أيدها الله تعالى فتح مدارس للبنات لا يمنع منها من أرادها ولا يدعى إليها من يأباها ونفذت هذه الفكرة بالقوة. ولمَّا أن فتحت المدارس جعلت الحكومة سيارات الأتوبيس لنقل الفتيات من البيوت إلى المدارس وأمرت بالاحتفاظ والصيانة واشترطت على السائق أن تكون زوجته إلى جانبه، وبعد الفراغ من الدراسة ترجع بهنَّ الأتوبيسات بالحفظ والصيانة والتستر يوزعن علي بيوتهن، ولا يمكن أحد من الاتصال بالمدرسة ولو كان ولي فتاة، ولا يدخل المدرسة إلَّا محض الإناث. وكان البوابون محافظين على أعمالهم أشد المحافظة واستمرَّ فتح المدارس بنشاط، وأقبلت الأمة عليها سواء من المستجلبين لها أو الممانعين، وكانت