أحسن الغراس فإنه يجتني الثمار الطيبة وكان في كل ذلك يتمتع بتأييد الملك عبد العزيز وإعجابه بأعماله ولما أن توفي الملك عبد العزيز أنزله الملك سعود نفس المنزلة التي كانت له عند أبيه لأنه جمع بين رئاسة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والعالي ولما أن خطأ التعليم تلك الخطوات التقدمية وجعلت هذه الإدارة وزارة عين لها أديب من أنجال الملك عبد العزيز ألا وهو سمو الأمير إذ ذاك فهد بن عبد العزيز، عين الشيخ مستشارًا للمعارف واستمر كذلك حتى سنة (١٣٧٧ هـ) حيث طلبه سمو الشيخ علي بن عبد الله بن ثاني حاكم قطر من الملك سعود فأصبح مرافقه ومستشاره الديني ومن أجل أعماله في هذه الفترة الاشتغال بتحقيق عدد من الكتب النادرة للطبع قام بن ثاني بطبعها ونشرها ولا زال بعضها تحت الطبع وتعتبر من مفاخر قطر أن تزيد في جملتها على ستين كتابًا تقع في مائة ألف وخمسين ألف مجلد توزع كلها في سبيل الله وله عدة مؤلفات دينية وأدبية وتاريخية وكان واسع الإلمام بالمؤلفات الشريفة القديمة دائم المطالعة والبحث حريصًا على انتهاز فرص العمر حريصًا على حضور الصلاة في المسجد جماعة إلى آخر وقت من حياته ولما أقعده المرض كان يؤتى به متوكئًا على عصا وقد سقط أحيانًا بين الصفين من الإعياء بعد أن جاوز أربعًا وثمانين سنة ولكنه ظل دائمًا متمتعًا بذاكرته القوية وقد توفي على إثر عملية جراحية في لبنان نقل إلى قطر وذلك في ١٢ رجب من هذه السنة فصلي عليه في مدينة قطر وحضر جنازته جم غفير وخلق كثير من الأعيان والعلماء وسائر الأمة وحزنوا عليه ودفن هناك رحمه الله رحمة الأبرار. وكان في صفته أنه قصير القامة، قمحي اللون، ذكي أديب حسن الخلق، متوقد الذهن، له شعر أشمط خفيف الشعر، وكان ذا رأي راجح وكان يرى الأمور من خلف الستار. وله عدة مؤلفات ونتف في التاريخ تدل على فضله وسبقه وقد أثنى عليه الشيخ العالم سيف الله على أعناق المبتدعين وسهمه الصائب أفئدة المارقين سلمان بن سحيمان حينما لاحظ عليه مواضع من كتابه الكواكب الدرية بحيث أن المترجم طلب منه ذلك فقال من سليمان بن سحيمان إلى جناب عالي الجناب الأخ الكرم الأحشم الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع سلمه الله تعالى وهداه وحفظه وتولاه