للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحصل لذلك الحادث أسف شديد ووجدوا وقد أصيبوا بجراحات خطيرة وهلكوا عن آخرهم، وقد تحطمت الطائرة لهذا السقوط فحملوا إلى بغداد من الغد يوم الخميس ومنع التجول في العراق حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية ونكست الأعلام في بغداد وفي سائر الممالك العربية ووقع الحداد في العراق شهرًا كاملًا وفي مصر أسبوعًا وفي إيران خمسة أيام وجاءت وفود الدول العربية إلى العراق للاشتراك في تشييع جثمانه ظهر يوم السبت الموافق ٢٦/ ١٢ / ١٣٨٥ هـ أما رفقته العشرة فقد شيعوا قبله بيوم أعني يوم الجمعة ودفنوا وكان سن الرئيس حين وفاته خمسًا وأربعين سنة ويحمدونه في سيرته بأنه رجل مسالم ثم أنه ولي الرئاسة بعده أخوه عبد الرحمن محمد عارف في يوم الأحد ٢٧/ ١٢ وصفقت الأمة العراقية له وجعلوه خير خلف لهم من خير سلف وتوالت برقيات التهاني من داخل العراق وخارجه يهنئونه بهذه الرئاسة.

وفيها في شهر رمضان وفاة العابد الزاهد المعروف بالجد والاجتهاد سليمان بن طلق بن علي بن طلق من قبيلة حرب الفخذ غرابي ولد عام (١٣٠٨ هـ) بقرية صبيح في القصيم ونشأ في أوقات عن وقلة ذات يد عيشة البداوة ولكنه مع ذلك أخذ فن القراءة على مقرئ حتى ختم القرآن وأخذ في الدراسة على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم مع قوة في الدين وكان ملازمًا على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ويخفي أعماله عن الناس في العبادة وأصيب بالشلل في آخر عمره لمدة خمس عشرة سنة ومات صائمًا وهو يغرغر رحمه الله.

هذا ولا تزال الجماعة الخيرية في بيوت الله المساجد باذلة المجهود في تعليم القرآن وكان تأسيس هذه المهمة في بريدة وما يليها في السنة التي قبل هذه بسنتين وكان أول مؤسس لها هو الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد قاضي البرك، وسميت الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن يتبرع لها الأجواد صدقة من أموالهم لأن المدرسين الذين تولوا ذلك أو غالبهم كانوا من الهنود ويجعل لهم مرتبات شهرية إعانة لهم وقد يبذل للطلاب الذين يدرسون تشجيعات ومكافآت، ولقد قام المحسن