المتحدة والدليل على ذلك أنَّه بينما كان العرب في أصعب المواقف أمام إسرائيل إذا بقطع الأسطول الروسية كانت تتجول في شرق البحر الأبيض المتوسط تحيي من حين لآخر قطع الأسطول السادس الأمريكي التي تقابلها في طريقها تحية أخوية ولا ريب أن هذه خيانة واضحة وأنهم اشتركوا في مؤامرة واحدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ضد العرب وكانت العرب لا تراجعت إلى الجبهة صمدوا لإسرائيل يريدون أن يغسلوا ما جرى في وجوههم من تلك المخازي وانضمت العراق إلى الأردن وبعثت السعودية إلى الجبهة في الأردن سبعة وثلاثين ألف مقاتل بمدافعها ورشاشاتها وقواتها وقام العاهل الأردني حسين بن طلال بالدفاع لما رأى عشرات الألوف من اللاجئين يبحثون عن عمل مشرف ولقمة عيش يقتاتون منها يترقبون وينتظرون بلهفة كبيرة اليوم عن الحاسم لاسترجاع أراضيهم وأملاكهم من أيدي المعتدين وكان يتقدم الصفوف مدافعًا بشجاعة نادرة شهد له بها الأعداء قبل الأصدقاء ليرد المعتدين على أعقابهم ولن يكون الحسين في هذه المرة وحده، بل سيكون إلى جانبه خمسمائة مليون مسلم في مختلف أقطار الدُّنيا واستفادت العرب بالتجارب أنَّه لا فائدة بالقول إنَّما الفائدة كما قيل:
إن الشجاعة في الكلام كثيرة ... وأظن شجعان القلوب قليل
إن الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن وهو الماهر العظيم السياسي كان كثيرًا ما يقول منذ عشرين عامًا إني أقترح ألا تدخل الجيوش العربية النظامية الميدان بل يمد الفلسطينيون بالمال والسلاح ليحرروا أوطانهم ويهزموا عدوهم وذلك لأنَّ الجيوش النظامية تكون مقيدة بأوامر دولية أما الفدائي الفلسطيني فلن تستطيع أن تقيده بأوامر ما دام يسعى لتحرير وطنه وأرضه وها قد عادت الأحداث لتثبت سداد ذلك الرأي وها هم الفدائيون يسجلون صفحات البطولة سطور الكرامة لأمة الإسلام وهذه هي الطريقة في استرجاع فلسطين أما كون العدو يعبئ نفسه بهدوء وبدون ضجيج ويزيد إمكانياته العسكرية وغيرها والعرب منشغلون في زيارة بعض الدول التي تزعم مساندتها للدول العربيَّة واستقبال الزوار منها