نضارة معماري محمَّد صدقي كاملي معرفتنر خليل إبراهيم علمي رصاص مصري محمَّد بن إبراهيم سنة ١٢٨١ هـ) وكانت هذه القطعة من الساج من أقوى الساج ومر عليها مائة وست سنوات لم يدخلها السوس ولم يأكلها التُّراب وهذه الكتابة باللغة العربيَّة والتركية فأزيلت المقصورة في ١٢ رجب وأزيلت الأتربة والأحجار في ١٣ رجب ووجد المقام مركبًا على قاعدة من الحجر المربع طوله خمسون سنتمترًا وعرضه كذلك قد ضبط هذا الحجر بأربعة أسافين من الحجارة الضخمة تثبيتًا له، فلم يمس العمال هذا الحجر بسوء ولم يزل عن مكانه وهذا الحجر ينزل عن أرض المطاف بنصف متر ولم يحركوا حجر المقام بل كل شيء قديم بقي على ما هو عليه، ورأى الحاضرون أنَّه من وضع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ويظهر أن القطعة الخشبية من وضع السلطان عبد العزيز لما دفع فيه المقام في تلك السنة نحوًا من ذراع ونصف ولما أن كان في يوم الثلاثاء ١٤ رجب رفعوا الغطاء الداخلي الذي كان موضوعًا فوق المقام وهو صندوق خشبي عليه ستارة من الحرير ثم عملوا حول المقام قاعدة من الرخام تحيط به وهي على شكل سداسي تقريبًا طوله مائة وستون سنتمترًا ولما كان من الغد قام العمال يشتغلون بتكميل تركيب القاعدة الرخامية الجديدة المذكورة والرخام لونه أسود مأخوذٌ من جبال تبعد عن مكة المشرفة بنحو مائة كليو متر ولما كان في اليوم السادس عشر وضعوا قاعدة نحاسية مدورة مثقوبة من وسطها رنتها ستمائة كيلو والثقب على قدر ما يظهر المقام فقط وقطر الثقب أربعون سنتمترًا، وفوق هذه القاعدة النحاسية وضعوا الغطاء الزجاجي على نفس المقام ثم ركبوا عليه المقصورة الجديدة وطولها متر واحد وستون سنتمترًا وعرضها متر واحد وعشر سنتمترات وارتفاعها إلى الهلال ثلاثة أمتار وامتد العمل إلى منتصف ليلة الجمعة لتثبيت المقصورة بالأرض وقد صنع الغطاء البلوري في فرنسا واستغرقت صناعته هناك ستة آلاف ساعة وكلف أكثر من نصف مليون ريال ويبلغ وزن الغطاء ١٧٥٠ كيلوغرام وسمكه عشرون سنتمترًا من كل الجهات وأقيم احتفال رائع في آخر يوم السبت ١٨ رجب برفع الستارة عن مقام إبراهيم في آخر يوم