للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها وجعل ينكتها بالعصا ويقول هذا كرمع (قرض) فزال الخوف عنهم وقالوا نعم يا طويل العمر فهمس الخادم بأذنه يقول إنها قهوة وهيل فقال اسكت فمن سألك وذهب كأن لم يرها فهنيئًا لك يا أبا صالح وأمن الله خوفك وهكذا الرجال يعفون مع القدرة.

ومن عطفه ورأفته التي سيجازيه الله عليها أنه نزل عليه أوامر من جلالة الملك بأن يقبض على رجل يدعى جميعان قدم إلى قرية من قرى القصيم فيسجنه ويصادر أمواله ذلك بأنها تكررت تهريباته ومخالفائه فسأل عن بيته وأمر الخدم والرجال أن يقبضوا عليه في وقت صلاة الفجر ثم ركب الفرس على خفية بعد صلاة العشاء الآخرة حتى طرق الباب عليه في قريته وقال له انجُ بنفسك أتعرفني قال نعم وأشكرك فاخبره بأنها نزلت عليه الأوامر من سيده ولما يسعه إلا تنفيذها وأرشده بأن يوزع البضاعة عند معارفه ويخرجها من بيته في ليلته ويفر إلى جهة غير معلومة فقام الرجل من فوره يسعى في خلاص نفسه لأنه إن وجد فإنه سيعاقب بما يستحقه من التأديب في نفسه وماله ونجى تحت ظلام الليل، ولما أن جرى التفتيش امتثالًا للأوامر في الوقت المعين كتب المحضر بأنه ليس موجودًا ولم يكن في بيته شيء هذا شيء من رحمته وعطفه ونزل عليه أمر من أحد أمراء البيت المالك بأن البندقية الموجودة بيد فلان قد سرقت من أحد رجالنا فاقبضها وكان هذا الرجل الموجودة بيده يدعى عبد الله بن علي الحمادي من أطايب الرجال فدعى به وقال يا ولدي هكذا جرى وإن فيصل بن عبد العزيز أقوى مني ومنك فأجاب بأنه لم يسرقها وإنما اشتراها بحر ماله من أعرابي بحضرة شهود فقال نعم، ولكن ما هو اسم ابنك فأجاب بقوله اسه صالح فقال يا أبا صالح أخبرتك بأن فلان ضلع حديد إن سقط علينا أهلكنا وإن سقطنا عليه هلكنا ولا بد من حضورها وسنعوضك بعض الشيء ونبعث لسمو الأمير يعوضك البقية إن شاء الله فقبضها ودفعها مرضيًا لصاحبها فكان الرجل يمتدح الأمير ويثني عليه بحسن تصرفه، وقد أنجب أولادًا فمهم صالح النجل الأكبر وكان رصينًا عاقلًا ويجعله والده بالوكالة عنه إذا غاب وكان موظفًا