ثم يقوم لصلاة الظهر وبعدها يجلس للناس من بعد صلاة العصر إلى قرب غروب الشمس إضافة إلى ذلك أنه يفتح باب المحكمة على مصراعيه بدون حاجب ولا شرطي فيتصل به كل من له حاجة من بدوي وحضري وقروي وكبير وصغير وذكر وأنثى فينظر في شئون الأمة ويجلس الخصوم على كراسي بالقرب منه مباشرة وقد جعل للنساء غرفة فلا يختلطن بالرجال تتصل بقاعة المحكمة بواسطة شباك بحيث يخاطب المرأة القاضي بمشكلتها بدون أن تزاحم الرجال وكنت جالسًا إلى جانبه وإذا امرأة تطل من الشباك في النافذة من خلفنا لعرض مشكلتها ولا يترك حقًّا واردًا إلى المحكمة إلا وينهي موضوعه مهما كلف الثمن فكانت الأعمال تجري يوميًا فلا يترك شيئًا تفد إليهم إلا أن تتطلب القضية زيادة بينة فيضطر لذلك يقول نريد راحة المسلمين من كثرة التردد وراحة أنفسنا لأن الأعمال إذا تراكمت صعب حلها وقد دعانا لضيافته مرات وطلب منا أن نسكن في إحدى جهات المحكمة وأن يجعل لدينا خادمًا يقوم بالحشمة والخدمة غير أن صاحبنا رأى أن لا نكلفه بذلك وأخبرنا أننا بالفندق وجلسنا مع فضيلته أمام قصره بعد العصر وكان قد أعد كراسي يجلس عليها هو وأنجاله والزائرون فيتحدث معهم إلى قريب من غروب الشمس فيقوم ممتطيًا السيارة ليصلي بالناس في المسجد القريب منه أما الجُمع والأعياد فكان هو الخطيب والإمام فيها ولما أن كان يوم الجمعة ١٢/ ٦ أدينا صلاة الجمعة في الجامع الكبير الذي يؤم فيه فضيلته وألقينا بعد الصلاة موعظة على الحاضرين تحث على التمسك بشعائر الدين وتعاليمه وطلب منا أن نتناول مأدبة العشاء في بيته وسار بنا من الغد في سيارته إلى الريان للسلام على النائب ولي العهد خليفة بن حمد آل ثاني وذلك في قصره الفخم المؤثث على الطراز الحديث وكان موضع الاستقبال بقدر طوله بعشرين مترًا وعرضه عشرة فكان الخدم في استقباله فإذا ما جلس الحاكم أو نائبه جعل يسلم الحاضرون بعضهم على البعض ويؤدون لفظة كيف أنت وكيف حالك إلى الإمالة يعني كيف وكان النائب يمثل مقامه وتتخايل فيه الذكاء والقدرة والدهاء وقد وقع ما نتوخاه به فقد غلب على العرش بعد ذلك وكان الحاكم إذ