بعضها مضخات لسحب الماء وفيها نخيل ومزارع ولكن الزراعة هناك ضعيفة وتحد قطر من شمال بالخليج العربي، وجنوبًا بالسبخات المتاخمة للربع الخالي، وشرقًا بالخليج وأبو ظبي، وغربًا عبر الإحساء وعاصمتها الدوحة. أما عن أسواقها مملوءة بالبضائع من الأقمشة وغيرها ونمر بمبيع الخضراوات والفواكه التي يوجد فيها عروق الزنجبيل الرطب وغصون التبغ الملعون فإنه موجود هناك بكثرة من أعجب ما رأيت في قطر، وأعجبني هدوء البلاد من الهيشات والخصومات فإنك لا تسمع اللغو فيها ولا كثرة المنازعات، وأعجبني فيها عدم اختلاط النساء بالرجال فلو قلت إني لم أر امرأة تسير مع الرجال لكنت صادقًا، وأعجبني نظافة البلد من الغبار والأوساخ والذباب، وكان النظام مستقيمًا بدون أذى من الشرطة على المواطنين، وكذلك المساجد فقد كانت مفروشة وغالبها بالزل الثمين وركبت فيها المراوح الكهربائية والمكيفات وجعلت فيها ساعات الحائط وإذا أذن للصلاة فإنها تمتليء المساجد بالمصلين ولديهم خصلة طيبة هي أنهم كانوا بعد الصلوات الخمس لا يبارحون المساجد سريعًا بل يتمهلون فمنهم من يتلو القرآن وآخر يستمع وآخر يفيد صاحبه وآخر يستفيد فلا يغلق المسجد إلا بعد ٤٠ دقيقة من فراغ الصلاة وكان سكان قطر أخلاطًا من بني هاجر وبني مرة وقحطان وفيه أخلاط من اليمن وإيران وسكانه يقدرون بالنصف من أولئك.
وممن وجدت فيه من الرجال البارزين والأعيان الشيخ (قاسم بن درويش فخرو) كان من رجال الدين والعلم المتمسكين في عقائدهم وقد طبع شيئًا من المطبوعات الثمينة وأتاه الله بسطة في المال والجسم وله شخصية بارزة فتركيبه من أعظم الرجال ويعتبر أكبر تاجر هناك جلسنا معه وتحدثنا بحديث ذكر فيه صلته بالشيخ علي بن عبد الله بن قاسم آل ثاني وأنه من خاصة الشيخ تجمعهما أواصر الصداقة والأخوة وله صلة فوية به وجعل يحدثنا عن علماء قطر ويثني على الشيخ محمد بن مانع وكان في حديثه ومنطقه من أفذاذ الرجال وأهدى لنا شيئًا من مطبوعاته الثمينة وأخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع قلت له نريد