للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت مجلة رابطة العالم الإسلامي ما نصه: (اجتازت مدينة أحمد أباد بولاية كجرات اضطرابات كبيرة وبالأصح مجازر رهيبة ضحيتها مئات كثيرة من النفوس الأبرياء وأغلبهم من المسلمين ونهبت فيها الأموال وسرقت المتاجر والمنازل وانتهكت الحرمات واستمر كل ذلك إلى مدة ثلاثة أيام عملت في خلالها الأيدي الآثمة ما تقشعر الجلود من مجرد سماعه فضلًا عن المشاهدة فقد جاء في التقارير التي صدرت إلى الآن ما يفيد بأن الطائفيين الإرهابيين إنما كانوا يخرجون الناس من بيوتهم قسرًا ويشدونهم بالحبال ثم يرمونهم في النيران الملتهبة وهم أحياء حتى كانوا يتحولون إلى رماد وكل ذلك على مرأى البوليس ومسمع منه وقد جاء في بعض التقارير أن عدد الضحايا أكثر من ألف نسمة عدا المنكوبين والجرحى فقد يفوقون الحصر وأن مدينة أحمد أباد الجميلة تحولت عدة مناطقها إلى ركام من الخراب وكومة من الرماد وأن النار أكلت عدة من حارات المسلمين فلم تذر فيها أثرًا من العمارات والمنازل وكذلك كثير من المصانع والمعامل أتت عليها النار والخراب وتحطمت الصناعة في هذه المدينة الصناعية التي كان للمسلمين منها سهم كبير إلى أن قال نقلًا عن إحدى الجرائد وقد كانت تبدو بعض المناطق أنها لم تأكلها النار فقط بل كان طوفانًا عظيمًا مرت بها كذلك ولم نجد سوى جدران منهارة عديدة في المنطقة الكبيرة الواسعة التي كانت على مقربة المصلى العام وكان يسكنها الناس ولم يبق فيها سوى كومة من رماد السقوف الحديدية المنحرقة ولكن التدمير والإبادة في الضواحي كان عاملًا شاملًا وهي منطقة العمال وطبقة الفقراء ورجال الوظائف الصغيرة، أما منازل الطبقة المتوسطة فقد أحرق كل صف منها ورأينا هناك مخلفات الأثاث والأدوات التي حرقت وأضيعت وقد أخبرني دليلي أن طائفة من المفسدين أحرقت عددًا كبيرًا من الناس الأحياء في نفس هذا المكان لقد كانت مناظر التدمير والتحريق تخلع القلوب في المناطق التي عمت فيه الاضطرابات ولكن الذي زاد هذه المناظر هولًا هو أن المنازل لم تحرق إلا وفق خطة دقيقة وتصميم سابق وعلى كثير من الشوارع ولا سيما المناطق المنفصلة عن المراكز