للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غير أن الله كتب له النجاة وقد قدمنا القصة في حرب جدة فرجع محفوظًا بعناية الق نائلًا السلامة فاعتذر إليه الملك علي بن الحسين بأنه قيل فيه وقيل وخرج بريئًا وما كان حقه الإهانة بل الواجب التبين والتثبت وبئس مطية الرجل زعموا ولكن أعداء الله لا يزهدون في أذية أوليائه ولقد حرصت على رؤيته في أيام هذه الحياة لأني أحب الأتقياء والأوفياء غير أن الله لم يقدر ذلك وكان معظَّمًا محترمًا وله مقالات مفيدة في الصحافة السعودية وفي صفحات العالم الإسلام والعربي وعنى بنشر مفيد الكتب وتوزيعها مجانًا على طلاب العلم ابتغاء ثواب الله وله اطلاع واسع على شتى العلوم والتواريخ والحقيقة أن مدينة جدة فقدت بموته ابنًا بارًا من أبناء هذه البلاد ولما أن ذهب إلى لندن للعلاج وأمضى فيها فترة أسبوع قال بعض أصحابه كنت دائم الاتصال به في لندن وكنت أزوره في المستشفى فقد دخله لإجراء فحوصات عامة وقال لصديقه قبل خروجه بيوم أن الأطباء حللوا الدم والبول وأخذوا أشعة لصدره وظهره وقاموا بعملية كشف بالناظور وقالوا أن كل شيء على ما يرام وكان يشتكي من ألم في ركبتيه عند المشي وقال أن الأطباء أعطوني علاجًا لهما وتحسنت كثيرًا وأعطوني علاجًا استعمله في جدة إذا لزم الأمر. قال: وآخر يوم سافر بعده كنا نتغدى سوية في أحد المطاعم وعند خروجنا من المطعم كانت خادمة من النساء تعمل في المطعم فهرولت المرأة ومسكت بيده لتساعده على السير فقال لحفيده الدكتور محمد نصيف قل لها أنني أريد عروسًا وهو يضحك فطفح السرور على وجه الخادمة لما رأته يتبدى الراحة وسارت تساعده على السير حتى خرج من باب المطعم إلى السيارة وذلك تعظيمًا لهذه الأخلاق الفاضلة مريض يعاني الثقل والمشاق وهو يمازح رفقته ومن حواليه ليدخل السرور عليه ولما اشتدت آلام ركبتيه عند المشي وأثناء الصلاة عمل متكأين خشبيين أحدهما على اليمين والثاني على الشمال ويدخل بينهما في الصلاة ويتكي عليهما عند القيام والقعود فإذا حانت الصلاة فإنه يصلي على ذينك المتكأين ثم أنه ذهب لبيروت وأمضى أسبوعًا للاستجمام وعاد إلى جده فتوجه إلى الهدى والراحة والاستجمام