الحسين بن علي ثم انتقل إلى الأعمال الحرة ثم عين بوزارة المالية السعودية ثم رقي إلى مدير عام فوكيل وزارة ثم عين مستشارًا عامًّا بوزارة المالية ثم عين بعد الوزير ابن سليمان وزيرًا في المالية والاقتصاد الوطني عام (١٣٧٤ هـ) ومن حسناته الخالدة مكتبته بمكة المكرمة، وله كتاب المعرض وهو معرض لآراء طائفة اختارها من الأدباء والمعاصرين وله اليد الطولى في طباعة مصحف مكة فكان قد عهد إلى الأستاذ طاهر الكردي المكي الخطاط بكتابة المصحف الشريف فلما أن أتم كتابته عهد إلى لجنة علمية شكلها بأن تراجع المصحف المخطوط وبعدما تمت المراجعة عهد إلى المطبعة العربية بمكة وكان هو مؤسسها بأن تقوم بطبع هذا المصحف على الانتهاء، وقد كانت الصاحف تطبع في القسطنطينية ثم مصر وسوريا وغيرها فهو أول من قام بطبعها في هذه البلاد السعودية، وطبع تهذيب الصحاح أجمل طبعة وأصحها وأسس بموافقة الملك المغفور له عبد العزيز جمعية الإسعاف الوطني بمكة المكرمة، وطبع ديوان فؤاد الخطيب طبعة مشكلة جامعة وذلك في سنة (١٣٧٨ هـ) وطال مكث كتاب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين للمؤرخ الفاسي بين المخطوطات وهو كتاب ضخم ويحتاج إلى نفقة عظيمة فما زال يوالي مجهودًا في نشر أجزاء الكتاب حتى كمل في ثماني مجلدات وكان لما أسس جمعية الإسعاف لم يكتف بذلك بل تجاوزها إلى مهمة إسعاف فكرية وروحية فأقام بها ناديًا يتبارى فيه العلماء والأدباء المحاضرون حتى أصدر كتابًا يحمل اسم المجموعة الأولى (١٣٥٧ هـ) محاضرات الأسعاف حتى قال فيه عبيد مدني:
قم والتمس معنى النتاج الصافي ... واستوح مغزاه من الإسعاف
فيه شفاء للمريض ومادة ... للمستفيض ومنه للعافي
من يأته من قاصد أو لاجئ ... يلقَ الرحاب فسيحة الأكناف
وقالت عنه جماعة مشروع تحفيظ للقرآن الكريم لقد رزئت الجماعة بوفاته رزءًا عظيمًا فقد كانت هذه الجماعة منذ نشأتها مشمولة بعنايته وموضع اهتمامه وكان له فضل كبير في استمرار المساعدة الشهرية التي تتلقاها الجماعة من رابطة العالم