البنجاب ثم إِنه اشتدت الحرب وقامت الطائرات الهندية فبدأت هجومها بعد منتصف الليل بوقت قصير وأيقظت أصوات صفارات الإنذار ضد الغارات الجوية والنيران الشديدة للمدافع المضادة للطائرات التي كانت تطلق من المطار سكان دكا وأضيئت السماء بواسطة القنابل المضيئة وواصل الهنود هجومهم إلى ما بعد شروق الشمس مرسلين أربع طلعات أخرى من طائرات الميج ٢١ إس وكان الجو صافيًا والشمس تلمع على مقدمة الطائرات الهندية النفاثة عندما بدأت بالهبوط إلى ارتفاع منخفض فوق الفندق في اتجاه المطار وفي انطلاقها بسرعة قوية على ارتفاع ١٠٠٠ قدم قامت بهجمات متكررة على المطار ومقر القيادة العسكرية بالصواريخ والقنابل كما أرسل السلاح الجوي الباكستاني طائرات تصد ذلك الهجوم وقد قامت القاذفات الهندية وحلقت على ارتفاع عالٍ في اليوم الحادي والعشرين من شوال فأوقعت إصابات في دار للأيتام تؤوي ٤٠٠ طفل ومائة مسؤول وقد سقطت أربع قنابل داخل مبنى دار الأيتام الإسلامية وأخذ عمال الإنقاذ الذين هزهم الحادث الوحشي يزيلون بأيديهم الأنقاض وقد انتشلوا ١٧ جثة من جثث القتلى الأبرياء. أما الأطفال الذين كانوا يعيشون هناك فهم ثلاثمائة صبي ومائة فتاة تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والسادسة عشرة لذلك كان يعيش في المبنى الأطباء ورجال الدين وغيرهم وقد أحدثت الانفجارات فجوات يزيد حجم الواحدة عن عشرين قدمًا عمقًا وعشرين قدمًا عرضًا وشوهدت الجثث وهي منتشرة في الأوحال وقد توجه مراسل هيئة الإذاعة البريطانية بنفسه إلى مقر دار الأيتام فوجدها كومة من الأنقاض ولقد قام ملك المغرب الحسن الثاني يناشد جميع رؤساء الدول الإسلامية بإقناع الهند وباكستان بحل خلافاتهما بالطرق السلمية وفي أسرع وقت ممكن وأذاع الرباط أن من واجب الدول الإسلامية أن تتعاون فيما بينها لإيجاد تسوية سلمية للمشكلة الهندية الباكستانية عن طريق الأمم المتحدة كما أن الحكومة الجزائرية طالبت بإيجاد تسوية للنزاع الهندي الباكستاني بحيث تحترم وحدة الباكستان وسلامة أراضيها وناشد الزعماء المسلمون في الأردن كافة الدول والأمم