للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهي وإن كانت ذات أهمية عظيمة فإن سكانها لا يتجاوزون في العدد عن أربعة آلاف نسمة وأكثر أهلها يعيشون عيشة البادية ولكنها فشت فيها الحضارة كغيرها من المدن السعودية وكان فيها في هذه السنة قهاو وأمكنة لبيع محروقات السيارات وبعض مطاعم يعمل فيها أناس من اليمنيين. وقد ذكر علماء التاريخ أنه تولى إمارتها من آل رمان رمان بن هتيمي (١٢٨١ هـ) وبعده عبد العزيز بن رمان (١٢٩٨ هـ) وبعد ذلك تولى إمارتها عبد الكريم بن علي بن رمان (١٣٢٩ هـ) وذكر أن صلة هذه الأسرة بحكام حائل حسنة حتى كان عام (١٣٣٥ هـ) حينما قتل عبد الكريم بن رمان شخصًا يدعى ناصر بن عتيق وكان ممثلًا للأمير ابن رشيد قتله مع جميع حرسه واستقل بإمارة البلد ويقول فلبي عن عبد الكريم أنه خير من حكم الراحات خلال النصف الأول من هذه القرن مع أنه دمر الضاحية الغربية والقسم الأكبر من الضاحية الشرقية في تيماء، وبهذا دمر الأهمية الاقتصادية للمنطقة التي يحكمها وذلك ليؤمن منطقة مفتوحة أمامه ليرى غزاته وهم على بعد ليحافظ على استقلال منطقته في حالة تعرضها لغزو خارجي وكان لما أن تولى عبد الكريم بن رمان بنى قصره في سنة (١٣٣٨ هـ)، وكان ذلك القصر قد أعد على الطريقة المألوفة قديمًا في المدن الكبيرة كالرياض وغيرها من مدن نجد حيث بني بجوانب الجدران مقاعد من الطين مرتفعة عن الأرض وكان الأمير عبد الكريم شديدًا صعب الشكيمة ولم يخضع لإمارة قط، قدم إليه أعرابي وجعل يخاطبه باسمه ويومئ بيده فاعتقله الأمير بالسيف وجب يمينه التي يشير بها له، وله سطوة عظيمة ويبدو أنه كان كثير الشك في جيرانه فلم يأمنهم ولم يغب عن باله اهتمام ابن سعود بمنطقته وكان الملك عبد العزيز عاقلًا فلم يشأ أن يضم هذه المنطقة بالقوة في حين أنه يدرك أنها ستنضم إلى مملكته آجلًا أو عاجلًا ولعله كان يظن أن وضع تيماء لا بد وأن ينتهي بوفاة عبد الكريم الذي كان بالرغم من طغيانه وظلمه ما يزال يعتبر من أبطال الصحراء ومما لا شك فيه أنه كان شخصية من شخصيات أبطال الصحراء وقد حكم تيماء فترة تقدر بأربعين عامًا تقريبًا وبما أنه أسن ويشاهد