سريعة من شيوخ آل شامر، وكتب إليه مبارك بن روية رئيس السليل يأمره بالقدوم عليه ويعده القيام معه والنصرة له فاجتمع على سعود بن فيصل خلائق كثيرة من بام وغيرهم، وأمده رئيس نجران بمال وأرسل معه اثنين من أولاده وأمده بجنود من أتباعه، فسار سعود بمن معه من الجنود حتى قدم على مبارك بن روية في السليل واستفحل أمره.
وكانت نتيجة هذه الخلاف بين أولاد فيصل والتنازع أن أضاعوا الملك فانتقضت قحطان وعصت العجمان وتمردت عنزة وتقلبت مطير وتذبذبت عتيبة وصال بنو مرة وتنمر بنو خالد، وقام بعض الأخوة على بعض يتنازعون الملك فكانوا في حروب وأصبحوا مغنمًا لهذه القبائل النازعة إلى الغزو.
قامت القبائل توالي هذا وتناوي هذا وتؤز هذا على أخيه أو ابن عمه طمعًا بنيل كسب أو شفاء غليل فتفتقت نجد بالشرور ونشأت الفتن من جديد، وجرى من المحن ما الله به عليم.
ولما جلس الإمام عبد الله بن فيصل على عرش الحكم وتربع عليه طمع العلماء والأدباء بعد له وتذكروا سير والده فيصل فبذلوا له المديح والنصائح وأثاروا سوكن متحركاته إلى كل فعل جميل لأنه جدير بذلك وشبل الأسد يشبه أباه ومن أشبه والده فما ظلم، فمن ذلك قول الشيخ أحمد بن علي بن مشرف في هذه السنة:
أتقبل عذر الصب أم أنت عاذله ... بذكرى حبيب عنه شطت منازله
غزال حوى كل المحاسن وإليها ... يغازلني بعد العشاء وأغازله
فتاة كأن الشمس غرة وجهها ... فإني يبين البدر حين تقابله
نأت فنأى عن حبها كل عاذل ... فيا ليتها تدنو وتدنو عواذله
فمن لعذول لا يزال بجهله ... يجادلني في حبها وأجادله
وما أنا إلا كالفتى في اعتلاله ... فلا أثر تبديه فيه عوامله
وقد أصبحت سلمى بأبعد شقةٍ ... يكل بها كوم المطي وهازله