ومرحبًا، ما هو الاسم الكريم فأجاب يقول عياد بن حمد الحر القرعاني ولي أنجال يعملون في وظائف الحكومة وأنا هنية أرعى الإبل والغنم وإني عارف بالتاريخ قد مر علي أيام الخديوي والأتراك والشريف ثم استلمها ابن سعود وكان عمره يقدر بالثمانين غير أنه يتمتع بنشاط وحيوية لأنه قليل اللحم مربوع القامة ويكنى أبو محمود فقلنا حياك الله أبا محمود وجعل يروي لنا أشياء من أخبار تركيا والحرب الجارية بينها وبين الشريف الحسين، وبينا هو يحدثنا أقبل صبي لا يتجاوز عمره السابعة معه ناقتان ومحتزم بحزام من الليف فربط الناقتين بشجرة وسلم علينا وكان شجاعًا ذكيًّا يتكلم بكلام الرجال بالرغم من صغر سنه فقال أبو محمود هذا ابني وكان أبو محمود يروي أخبارًا أدركها لكنه كعامي في قصصه وأخباره، وكان يتمتع برحابة صدر فشاركنا هو وابنه في طعامنا وكنت أعجب من وجوده في تلك الشعاب وقد سأله محمد بن ناصر بحيث كان بينهما معرفة هل لديه من يانس به فقال لدي أم محمود وأما البنت فقد تزوجت منذ سنتين وبعدما تناولا طعام الغداء انصرفا شاكرين يحملان بقية الطعام ولما أن أدينا الصلاة جمعًا قمنا نواصل سيرنا والساعة تشير إلى الثامنة ظهرًا فمررنا بقصر الأزنم وكانت قلعة من مباني تركيا قد تهدم بعضها وبقيت أطلال من بقايا الحجارة والجص وحواليها بئر ووجدنا أعرابيًّا ضخم الجثة قد ألقى كساء على شجرة وجلس في الظل كأنه على شاطئ النيل أو الفرات قد تخلل لحيته خيوط من الشيب وانك لتعجب لحالته في تلك الأودية والشعاب وكنا نتمشى في تلك القلعة التي غادرناها إلى وادي داما وما زلنا نواصل السير حتى وصلنا إلى ضبا في الساعة الحادية عشرة قبل الغروب بساعة تمامًا من يوم الجمعة ٩/ ٧ / ١٣٩٢ هـ وكان جبل شار الذي يبالغ بعض الرواة في ارتفاعه يتبدى لنا وكانت ضبا تابعة في القضاء والإمارة لتبوك وكان أميرها إذ ذاك محمد بن عبد الله بن سعدون من أهالي ضرما ويقوم بالوكالة عنه عبد الرحمن بن محمد بن عقيل الأصل فيه من أهالي القصيم وهو من اليد ضياء ومن أشهر رجال القبائل فيها الشيخ محمد بن إبراهيم أبو طقيقة وفريح بن عمرية وسلامة بن