هذه المقامة ستمائة لمبة ورفع عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله والسيفان والنخلة وكتب عليها رموز من الكلام المعبر عن الفرحة والسرور من مطار القصيم في المليداء إلى آخر فيحان جنوبًا ورفعت الأعلام الخضراء في أعالي البيوت والمرتفعات. ولما أن كان في اليوم ٩/ ١ خرجت أبناء المدارس من سائر مدن القصيم فصفت صفين على ضفتي الشارع العمومي في مدينة بريدة من قصر الإمارة إلى مسافة سبع كيلو شمالًا ولكل مدرسة لواء أخضر ولائحة ولما أن كان في الساعة الرابعة تزيد عشر دقائق غروبيًا من صباح يوم الاثنين توافق العاشرة زوالي قدم بسياراته يتقدمها سيارات الحرس وسيارات اللاسلكي الغارقة بالمدافع والرشاشات وكان الموكب عظيمًا وكان قدومه من طريق حائل شمالًا وحينما وصل إلى قصر الإمارة يخترق الصفوف لتحية الجمهور في ساعة كانت العاصمة غاصة بالخلائق حاضرتها وباديتها في وقت كانت آيات الكتاب تتلى من كل دائرة قريبة يتقدم المستقبلين أمير المقاطعة فهد بن محمد بن عبد الرحمن عن يسار الملك فكان يتلقى جموع المستقبلين بصدر رحب وامتلأت الآفاق بالتصفيق، وبعدما أخذ راحته خرج إلى مخيمة في المليداء وكان أعد له هناك سرادق عظيم دعي له سائر مدن القصيم والقرى وأقام له الأمير فهد بن محمد مائدة عظيمة ومخيمًا في قصر الفائزية دعي لها الأعيان والرؤساء لتناول طعام العشاء وأقام في الفائزية مناورة استعراض حضرها المدعوون بحيث نحر فيها عشر جزور وذبح لها مائتين وثلاثين كبشًا وامتلأ الفضاء بالسيارات حتى كانت ممتلئة بالخليقة وأنوار الكهرباء قد حولتها في ظلمة الليل كرابعة النهار وعاد إلى مخيمه بالمليداء الذي أقام فيه الأهالي حفلًا عظيمًا لم تشهده تلك الفيافي قبل ذلك وأقيم هناك استعراض بعد العصر من يوم الثلاثاء إلى غروب الشمس شارك الأمراء فيه الأهالي حتى كانت قاعدة المليداء في كثرة من اجتمعوا فيها وما نصب فيها من الخيام كمنى في الموسم ولما أن كان في صباح يوم الأربعاء سار في الساعة الثالثة والنصف متيممًا الجنوب بموكبه إلى الرياض وكان لم يزر بقية مدن القصيم اعتمادًا على ما وجهه من أن الاجتماع في العاصمة.