البرودة لأن يوافق ٢٠ القوس ٥ الإكليل فإنا لقينا من الأحبة فيها كل عطف وإكرام وقبولًا للموعظة وتبادلنا الحديث والبحث في المسائل العلمية وذهبنا إلى موضع عقدة المعروف فيها فنقول عقده عبارة عن ساروت بين جبال قائمة كالحيطان منتصبة يتخللها وادي فيه بطحاء نقية على ضفتي الوادي نخيل قائمة بمناظر حسنة في خضرتها ونجد في أقاصيها إذا دخلناها مع منشق بين جبالها ضيق بقدر ثلاثة أمتار تقريبًا إلى جهة الغرب مياهها تنزل في أوقات السيول منصبة جارية تذكر بالنيل والفرات وهي في جريها عجيبة المنظر متدفقة كأحسن ما يكون فإذا نزلت من بين الجبال وقفت لتنزل في تلك البطحاء فيتخلل خلجان الأرض ذاهبة إلى تلك الآبار وبطون الأرض تحدها بقدرة الله تعالى وبحسب كثرة الأمطار وقلتها يكون قدر المياه في الآبار التي تسقى منها النخيل الخضراء الجميلة {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢)}، ونجد عند مدخل عقدة سدًا إلى جهة اليمين مرتفعة بقدر ثلاثة أمتار أقامته إمارة الجبل في زمن آل رشيد ليكون حصنًا منيعًا وسدًا بين السكان وبين العدو وبولاية آل سعود على الجبل هد بعض ذلك السد فكان يدخل إلى عقدة من ذلك السد ومن مدخلها الرئيسي وقد حدثنا الأستاذ عبد الكريم بن سليمان الرشيد المنتدب من أهالي الزلفى للتدريس في متوسطة حائل الثانية أن هناك منتزهًا آخر يسمى مشار فيه مصبات كثيرة وأشجار ينتابها الأهالي للفرجة والنزهة بالعوائل لما يتمتعون به بين تلك الجبال من المناظر الجميلة وكان الأستاذ عبد الكريم قد صاحبنا ليرينا تلك المنتزهات ويمتاز بلين العريكة وحسن الحديث وحسن المعاشرة، وقد لزم الصحبة من حين ما قدمنا إلى حائل إلى قبيل مغادر تنالها وذكر لي أحد مرافقينا من أهل الجبل أن قرى حائل تزيد على مائتي قرية وأن من الآثار فيها، فيها مسجد إلى جهة بيت المقدس ومن قرى حائل قفار وموقق وبقعا التي تقع بالشمال الشرقي عن مدينة حائل وهي التي حصلت فيها الواقعة بين عبد اله بن علي بن رشيد وبين أهالي القصيم بقيادة عبد العزيز بن محمد آل أبي عليان ويحيى بن سليمان آل سليم أميري بريدة وعنيزة.