حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ... ولت عجوزًا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت ... مكروهة للشم والتقبيل
ومما يؤسَف له أن رافع راية التضامن الإسلامي وقائد العروبة وابن بجدتها وجديلها المحكك وغديقها الموجب قد حان وقت غروب شمسه، فما هي إلا أشهر قليلة فتصاب الأمة الإسلامية والعربية والعالية بفقده، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ومما قيل في الأمثال:
يا لك من قنبرة بمعمر ... خلى لك الجو فبيضي واصفري
قد رفع الفخ فماذا تحذري ... ونقري ما شئت أن تنقري
قد ذهب الصياد عنك فأبشري ... لا بد من أخذك يومًا فاحذري
وفيها جرى تنفيذ المرسوم الملكي رقم م / ١٣ بتاريخ ٢٣/ ٤ / ٩١ هـ بإجراء إحصاء لسكان المملكة خلال ٤ سنوات من تاريخه وتقرير تنفيذه في أواخر شعبان فأعدت مصلحة الإحصاءات العامة العدة لتجنيد عدد كبير من الباحثين من مدرسين وطلبة جامعيين يبلغ عددهم في حدود عشرة آلاف ينتشرون في جميع أنحاء المملكة، يوكل إليهم ذلك ابتداءً من ٢٣/ ٨ من هذه السنة أي خلال ثمانية أيام وبذلت أسباب للتوصل إلى هذا الغرض حتى أعلن لجميع الموظفين في الدولة بأن ينتظروا المندوب إلى بيوتهم في ٢٨ و ٢٩ شعبان، وقد جاء هذا المشروع في سبع مواد جاء في الرابعة منها أنه يحظر على كل شخص تعويق المسؤولين عن التعداد عن أداء مهمتهم أو منعهم من وضع أية علامات أو أرقام على أبواب وجدران المساكن .. الخ. ولكنه فيما يظهر قد فشل الإحصاء لترامي أطراف المملكة وانتشار السكان ولا سيما البادية، وكان ذلك عملًا شاقًّا.
وفيها في آخر يوم الجمعة في الساعة الحادية عشرة غروبي من ٦/ ٣ نشأت سحب سوداء كثيفة من الغرب، فلما أن انتشرت إلى الشرق هبت رياح شمالية