عددين صدرا بتاريخ ٢٠ و ٢١ من شهر آذار مارس الماضي وهي ثلاث نقاط ذكر أبو رقيبة في خطابه أن في القرآن تناقضًا لم يعد يقبله العقل بين {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} و {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وذكر أن الرسول محمدًا كان إنسانًا بسيطًا يسافر كثيرًا عبر الصحراء العربية ويستمع إلى الخرافات البسيطة السائدة في ذلك الوقت وقد نقل تلك الخرافات إلى القرآن، مثال ذلك عصا موسى، وهذا شيء لا يقبله العقل بعد اكتشاف باستور وقصة أهل الكهف وذكر أن المسلمين وصلوا إلى تأليه الرسول محمد فهم دائمًا يكررون محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يصلي على محمد، وهذا تاليه لمحمد، وقد دعى في ختام خطابه المربين وأهل العلم إلى تلقين ما قاله حول الإسلام إلى تلاميذهم، النقطة الخامسة معارضته إعطاء المرأة نصف ما يُعطي الذكر، النقطة السادسة أفكاره تعدد الزوجات ولا ريب أن هذا كفر صريح وقد أفزع هذا المقال كل مسلم قرأه أو سمعه، فصاح به العلماء وهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وحسين محمد مخلوف وأبو الحسن علي الحسني الندوي وأبو بكر محمود جومي والدكتور محمد أمين المصري وأرسلوا إليه بتاريخ ١٦/ ٤ / ١٣٩٤ هـ برقيات استنكار لتلك التصريحات المكفرة التي فيها الطعن في القرآن والنبي المصطفى وطلبوا منه أن يكذب ما نسب إليه، وقام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رئيس الجامعة الإسلامية ومفتي الديار المصرية سابقًا وقاضي ولايات شمال نيجيريا وأمين عام ندوة العلماء لكنوا الهند وقد تجاوب معهم الرئيس ووعد وتبرأ وتقدم السفير التونسي في المملكة برسالة من الوزير مدير الديوان الرئاسي برقم ٤٠٦ تاريخ ١١ ماي (١٩٧٤ م) للشيخ ابن باز ذكر فيها أن فخامة الرئيس قد اطلع على برقيته شاكرًا له حسن عنايته وقيامه بالنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وذكر أن الحبيب بورقيبة إنما جاهد فرنسا لإعلاء كلمة الله والوطن وإرجاع تونس دولة مستقلة دينها الإسلام ولغتها العربية وأنه ما كان ليدور بخلد فخامته الطعن في كتاب الله ولا في مقام الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام وهو الذي نصر الحق بالحق وهدى إلى الصراط