كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان

ثم دخلت سنة (١٢٩٧ هـ) - ج: 7 - ص: 8

هم استخلفوه موقنين بأنه ... على كل ما يرضي به الله سائر

وقد حمل العبء العظيم أمانة ... تقلدها بالحق وهو مغامر

تنام عيون الناس ملء جفونها ... ويحنو عليهم جاهدًا وهو ساهر

وما برحت تهمي يداه سحائبًا ... هي الغيث وبلا ليس للغيث حاصر

وفيها وقعت هزة وزلزال في رومانيا هلك بسببها ألوف من السكان نستجير بالله من قوارع الزمان وتهدم من ذلك تسعة وعشرون وألف منزل وقامت سلطات الإنقاذ فكانت تنتشل بعض الجثث تحت الأنقاض التي تبلغ ألوف الأطنان ومما يعجب له أنه عشر على بعض الجثث وهم في قيد الحياة بعد مرور يومين وهم تحت الأنقاض وهذه الهزة الأرضية تعتبر من أعظم ما مر في القرن الرابع عشر الهجري، وقد هلك ألف نسمة وأما عشرة آلاف فكانوا مرهقين من الجراح وتعطل سبعون مصنعًا. وفيها جزر البحر الأحمر في جمادى الأولى من إحدى جهاته عن امرأة رأسها رأس سمكة ومن رقبتها إلى أسفل جسمها امرأة وجدت بين الأحجار هناك تئن أنين إنسان غير أنها هلكت فحنطت وجعلت في أحد المتاحف لإطلاع المتفرجين عليها، والله على كل شيء قدير.

أما ما كان عن لبنان فقد غادر خمسة وثلاثون ألفًا من السكان جنوب لبنان بسبب قصف اليهود والقتال الدائر هناك ترك أولئك منازلهم لهذه الأذية، وهذه الملاحقة اليهودية وكان ذلك في أوائل ربيع الأول من هذه السنة ولم يتركوا منازلهم ويغادروا مواطنهم إلا لما حل بهم من المحق والدمار والخوف والضرب والتقتيل وفي كلام الحكمة لو ترك القطا ليلًا لنام ويقول الشاعر:

فلولا المزعجات من الليالي ... لما ترك القطا لذيذ المنام

إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام

هذا وقد حدثنا من يسافرون إلى بيروت ولبنان نسأل الله العافية بأنه يوجد