يأتي بكتاب ويكتب نصيحة بالغذاء وأنه أحسن من الدواء وفيه أن للتمر أكثر من عشرين فائدة واستمريت على هذا الغذاء حتَّى الآن حليب الإبل لا ينقطع عني لا ليل ولا نهار، أما اللحم فقد كنت آكله مع الشحم ولكن في السنين الأخيرة أصبحت لا أستسيغ إلَّا اللحم الأحمر فالشحم لا تقبله نفسي والتمر فما زلت لا أفارقه حتَّى الآن ولا تنسَ العسل فهو قوة من الله بها علي أقابلها بالشكر والعرفان فسئل عن الأحداث التي شهدها في عمره الطويل وليعقد مقارنة ظريفة بين اليوم والأمس فتكلم بصوت الرجل العربي قوي النيرات وبلغة عربية سليمة لا تشوبها الشوائب، شتان الفرق بين الأمس واليوم بالأمس لم ينعم أحد بجزء من هذا الأمن والأمان أو الرغد المتوفر لشباب هذا العصر، كانت الحياة صعبة للغاية فالتعليم والخدمات لم تكن متاحة وكانت القبائل دائمًا في حالة قلق وتأهب لصد أية غارة والدفاع عن النفس والمال فالجميع في خوف ووجل يحذرون بعضهم البعض لأخذ الحيطة من قطاع الطَّرِيق والمغيرين على الناس الآمنين خاصة عندما يتضعضع الأمن في البادية فالواحد لا ينام مليء عينيه لأية حركة يفز من نومه خوفًا من مداهمة القوم الواحد تجده بمشعابه والقديمي والبندق مسلحًا باستمرار حتَّى وهو نايم ليكون مستعدًا لرد آية غارة من القوم المعادين أو الذين يهجمون على حين غرة ينهبون الإبل والمواشي وأكثر الطمعة في الإبل ولو اقتضى الأمر قتل صاحبها ثم يعود إلى من جعل الله الأمن على يديه فيقول المغفور له الملك عبد العزيز جاءنا بالأمن والأمان أما الأمان فانتم ترقدون وبيوتكم مشرعة الأَبواب مع النوافذ ونحن لا ننعم بالنوم إلَّا إذا كنا مجموعة ينام بعضنا ويحرسنا البعض الآخر، لم نعرف الأمن والاطمئنان إلَّا بعد مجيء الملك عبد العزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فمنذ دخوله إلى الحجاز والناس في أمن واستقرار واختفى قطاع الطَّرِيق وهذا راجع إلى حكم الله الذي يطبق على كل عابث كان هناك ناس أغواهم الشيطان في أوائل حكمه فقطعوا الطَّرِيق وسمعنا بأنه نفذ فيهم حكم الشرع وبعدها لم نسمع بأن