الرياض إلى بريدة ومن بلد المذنب إلى مدين حائل حتى قالت إحدى الجرائد أن مدينة بريدة نصبت ستة آلاف قوس، وهذه الأقواس كان الواحد منها عبارة عن دروازة أقيمت من الحديد أو الخشب المرابيع والبلاكاش وأعلاها من الديكور، وقد تكلف بعضها بتكاليف باهظة بحيث بلغت تكاليف واحدة منها بثمانين ألف ريال منظمة بالزينات ولمبات الكهرباء والأعلام السعودية.
ولما أن سار عاهل المملكة من العاصمة الرياض كان لا يمر بقرية أو مدينة في الطريق إلا وقد اصطفت له رجالها وأشبالها وأطفالها، وما زال يدخل من بين تلك الزينات وقد وقفت الأمة يُمنة الخط ويسرته حتى بلغ المستوى حيث وقفت طلاب مدارس القصيم يهزجون بكلمات الترحيب واشترك الآباء والأبناء تصفق الأمة وترحب بجلالة الملك وهو يسير بموكبه العظيم.
حتى وصل إلى مدينة بريدة عاصمة القصيم وقت أذان الغرب من يوم السبت ٢٠ صفر الخير فاستمرّ سائرًا إلى قصر الإمارة في الصفراء شمالي مدينة بريدة مجتازًا بتلك الأقواس المزخرفة بالألوان والزينات واللمبات الكهربائية المنضدة، فجلس للاستراحة في القصر واستقبله الأعيان فيه وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة.
ولما كان من الغد الموافق ليوم الأحد اجتمعت الأمة في موضع الاحتفال المسمى ميدان الملك خالد، وقد حضرت الخاصة من الأمراء والأعيان بدعوات وجهت إليهم وازدلفت سائر الأمة بذلك الصالون الكبير المنضود بالكراسي على اختلاف أنواعها، فوقف للسلام وكانت الأمة منهم من يصافح ومنهم من يبدي التقبيل وهو يتقبل تلك التحايا بترحاب وبشر وسرور.
وقد أقام الأمير عبد الإله مائدة الغداء وكانت فخمة جدًّا بحيث بلغت تكاليفها مليون ريال دُعي إليها سائر أهالي القصيم، وتقدم الخطباء والشعراء يلقون الخطب والقصائد العربية والنبطية وفرقة الاستعراض تهزج بأناشيدها قد رفعت السيوف مجردة من أغمادها، وكان يتلقى ذلك بصدر رحب وتواضع حتى أذان صلاة