هو الطائع البر الحليم وكلنا ... له ولد بشرى الذي هو والده
وأما إذا ما المشكلات تأزمت ... وفاضت كؤوس الشر واغتر عامده
فما هي إلا لمحة ثم خطفة ... ويا بؤس من دوت عليه رواعده
كأن نزارًا قبضة في يمينه ... ألستم معي فيما أرى وأشاهده
لك الظفر الموعود والمركب الذي ... يموت ويحيا في تمنيه حاسده
وجدت بياني فيك أسهل مرتقى ... ومن لي بالشعر الذي أنت رائده
فعش هانئًا في كل عيد وموسم ... وآل سعود ما أتقى الله عابده
هذه نماذج من شعره وله مراثي قالها في الأعيان، وله مجاوبات مع الأدباء الذين منهم عبد الله بن محمَّد بن خميس، ومحمد بن بليهد وأحمد العربي وغيرهم، ويعتبر من فحول الشعراء الذين كانوا في القرن الرابع عشر الهجري كالشيخ سليمان بن سحمان ومحمد بن عبد الله بن عثيمين، والزركلي والشاعر محمَّد بن بليهد، وقد بلغ ديوانه ثلاث مجلدات ضخام.
أما عن الوظائف التي نالها فقد ظل في خدمة الملك حسين بن علي كاتبًا في ديوان رئيس قضاته، ونال ثقة منهم ثم جعله الملك عبد العزيز في تلك الوظيفة لدى رئيس القضاة الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد، ثم جعله محررًا الجريدة أم القرى بعدما حول اسمها من جريدة القِبلة إلى هذه التسمية ثم محررًا لصوت الحجاز، ثم كان نائب رئيس مجلس الشورى ومنحه الملك سعود بن عبد العزيز مرتبة وزير مفوض من الدرجة الأولى رسميًّا تقديرًا لجهوده، وجعله لملك فيصل حال كونه نائبًا لجلالة الملك في مقدمة المرشحين لما توفي رئيس صالح شطا لأن يكون نائب الرئيس، واستمر في تلك الوظيفة حتى توفي.
ولما أن كان في عام (١٣٨٠ هـ) جفاه زمانه بموت أحبابه وزواج بنتيه، وكان لم يوهب له ذكور ولم يبق لديه في البيت سوى زوجته التي توفيت بعد ذلك، فعاش سنيه الأخيرة وقد شعر بتقدم السن, ولم يتزوج وضاق ذرعًا بهذه الضائقة بحيث