للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجرت الرذيلة غير أن المبتلى بها نسأل الله العافية لا يسمع ولا يبصر، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيئًا} (١).

فيا أيها السامعون ويا أيها المؤمنون أما لكم من عقولكم ناهية، أما لكم من شريعة ربكم داعية، أما تستحيون من الندامة في هذه الدار الفانية، والخزي والفضيحة في الدار الباقية، فاتقوا الله في شرفكم اتقوا الله في نفوسكم اتقوا الله في دينكم اتقوا الله من خزي في الدنيا لا يغسله شيء، اتقوا الله فلا يتخذكم الشيطان لعوبة يتلاعب بكم ويستهتر بكم فقد حذركم وأنذركم منه خالقكم حيث يقول: {إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (٦)} (٢) وسأذكر قصة وجدتها بقلم مرشد وناصح من العلماء قال: أن مبتلى بهذه الرذائل والمسكرات بال فشرب من بوله وتوضأ ببقية بوله ثم رفع أصبعه إلى السماء يقول اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.

ورأى عالم من الزهاد إبليس عريانًا بين الناس وهو يرقص ويضرط فقال له يا عدو الله لا تستحي من الخلق بهذه الصفة تكون بين الناس فقال لو كانوا أناسًا ما كنت ألعب بهم كما تلعب الصبيان بالكرة.

نعم لعب بهؤلاء المفتونين وما كان فيهم شجاعة يغلبون بها أهواءهم ويسيطرون على أنفسهم فيا عباد الله كونوا عند حسن الظن بكم واعقلوا عن الله ما وصاكم به في قوله يا عبادي يا عبادي واحضروا عقولكم في نهيه عن الانخداع لهذا العدو حيث يقول: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (٥٠)} (٣).


(١) سورة المائدة، آية ٤١.
(٢) سورة فاطر، آية ٦.
(٣) سورة الكهف، آية ٥٠.