المجاهدون يدافعون دفاع المستميت، وكانت استغاثة الشيوخ والنساء والأطفال تسمع في كل ناحية واتصل العقيد الطائفي ديب ضاهر قائد الوحدات الخاصة قائد هذا الهجوم على اللاسلكي بقيادته يقول يا سيدي إن ٩٠ % من القوات المهاجمة عندي أبيدت، فقال له رفعت الأسد اضربوهم بالنابالم، ولا أريد أن أرى بيتًا لا تخرج منه النار.
ومما جرى أن أحد أولاد المجاهدين البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا لما أمضى المجاهدون الليل كله في الدفاع قال لأمه إني أريد أن ألبس ثيابًا جديدة أقابل بها رب العالمين فحاولت أمه صرفه عن طلبه فأصرّ على ذلك ونال ما تمناه بعد انضمامه إلى الدفاع، ولما أن كان في اليوم الثالث من المعركة قامت قوات الحكومة تنادي بمكبرات الصوت وتحذر الناس من أن يشتركوا في المقاومة والدفاع وأفهموا الناس أنهم لا يريدون بهم شرًّا إن التزموا بالهدوء وعدم المقاومة مما طمأن الناس بعض الشيء ثم نادوا على الناس مرة ثانية، فلما اجتمعوا وجهوا إليهم تحذيرًا أشد من مغبة الاشتراك في المقاومة ثم فرقوا الناس مما زاد في الاطمئنان والهدوء وقلل من عمليات الاختفاء ثم دعتهم مرة ثالثة إلى الساحة فلما أن اجتمع كثير من الناس بما فيهم الأطفال والنساء بدأت معهم حفلة إهانات وتعذيب أعقبها حفلة رشاشات لم تبق أحدًا ممن حضر حيًّا ثم توجهوا إلى البيوت فبدأت عمليات النهب والسلب وقتل كل من لم يحضر المجزرة فكانوا يخرجون الأسرة أمام بيتها فتقتل فردًا فردًا يقتل الأب أمام ابنه والابن أمام أمه وأخته وسيق البقية إلى خنادق دفنوا فيها وقام حافظ الأسد بتصريحاته يقول إنه كانت هناك مدينة اسمها حماه كانت حفرة وسوف نردمها ونمحو مدينة حماه من الوجود.
وفعلًا جرى ذلك، فقد حوصرت المدينة من كل الجهات ثم قصفت بالمدفعية الثقيلة قصفًا عشوائيًّا بحيث قصفت الأبنية والمساكن من المدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات ثم أرسل الأسد إلى مواضع الركام والأطلال جرافات