أبا فيصل جاهدت حتى تبينت ... لأبصارنا رغم الضباب المطالع
فأنت لهذا الربع تحمي ذماره ... وما تكتفي بل عن سواه تدافع
فللعرب العرباء منك عوارف ... تواكبها منك السيوف القواطع
وللمسلمين الأكرمين مودة ... مرفهة فرت عراها الودائع
مآثر من سلم وحرب تألفت ... محافل من لألائها ووقائع
ذرائع عن غاياتها ما تنكبت ... إذا انحرفت غاياتهم والذرائع
كفى شرفًا للمرء تلهمه العلا ... مجامع تستهدي به وجوامع
يلبيه عبد الله عند ندائه ... وسلطان يتلو والنجوم السواطع
* * * * *
زهوت بما شاهدت بالأمس حينما ... تواثب في الجو النسور الطلائع
وأبصرت من حولي التهلل والمنى ... تكاد ببشر تفيض المدامع
فقلت لنفسي اليوم ما أعذب الروى ... تطيب بها بعد السهاد المضاجع
ومن قبلها كانت هناك مزارع ... ومن قبلها كانت هناك مصانع
كما رصعت كل الثغور يوافئ ... شوامخ في اتقانها وصوامع
إذا ذكرت في العالين تطلعت ... لها وأشارت أعين وأصابع
تمجدت يومي هل تطلعت باسمًا ... إلى الأمس زانته فغنى البدائع
فصممت أن نحيا حياة كمثله ... وأن لا تصد العزم منك الموانع
فتستشرف الأمجاد منك ومن غد ... منيف وتشدوفي حمانا الروائع
لقد دارت الأيام غير وئيدة ... فعزت ليوث واستجبت روائع
ولم نك يومًا بالروائع أنما ... هجعنا فلم تشفق علينا المهاجع
وها نحن نصحو صحوة مضرية ... فرد بها ما ضيعته المخادع
أولو العزم لا يرضون بالذل والخنا ... ولو هددتهم بالمنون المصارع
إلى آخرها لأنا نؤثر الاختصار.