وممن توفي فيها الشيخ محمد الربيش، وهذه ترجمته: هو العالم المقرئ ذو الأصل والعقيدة محمد بن رشيد بن حمود الربيش ولد في مدينة بريدة عام (١٣٣٢ هـ)، وكان من جيراننا الأقدمين فنشأ في سن الطفولة في حضانة والديه ولما أن بلغ الثامنة من العمر أدخله والده في مدرسة المعلم صالح بن محمد الصقعبي وتهذب فيها كجملة من درس فيها وحفظ القرآن عن ظهر قلب حفظًا مجودًا ونال درجة في الخط لا بأس بها وتعلم مبادئ الحساب.
التحق في الدراسة على الشيخ عمر بن محمد بن سليم وجد وثابر على الدراسة بوقت كانت الظروف لا تساعد طالب العلم لضيق المعيشة وكان والده في ضيق من العيش ويكابد طلب الرزق ولما أن بلغ من العمر ثلاثًا وعشرين سنة أراد فضيلة الشيخ عمر أن يبعثه إمامًا ومرشدًا ويتولى عقود الأنكحة في هجرة الدليمية فرفض والده واعتذر بأنه كبير السن وليس له من يساعده على مشاق الحياة فأقسم الشيخ للمترجم بأني لم أبعثك إلا لتستعين براتب هذه الوظيفة وذلك لما يعلمه من حالته المادية فأخبر والده بكلام الشيخ فوفق أن مسجد أبي بطين الجنوبي الذي بناه محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الله أبا بطين الذي تولى الإشراف علي بنايته كوكيل إبراهيم بن علي الرشودي ومهندس البناء هو عبد الله الماضي مؤذن مسجد ماضي قد خلص بناؤه عام (١٣٥٥ هـ) فذهب والد المترجم إلى نحو الشيخ عمر قاضي القصيم، وقال له ذكرت عفا الله عنك وأحسن إليك أنك تريد مبرة محمد وإذا كان ذلك فنرجو جعله إمامًا في هذا المسجد ببريدة فأقامه الشيخ فيه إمامًا.
وفي عام (١٣٦٣ هـ) وليَّ الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضيًا في القصيم فاتخذ المترجم كاتبًا ونال منه الثقة ولازمه في حضره وسفره ودخوله وخروجه طوال مدته في القضاء ثم لزم هذه الوظيفة أيامًا قصارًا لدى الشيخ صالح الخريصي ثم أنه كان في كتابة العدل ببريدة لدى كاتب عدل مدينة بريدة.
ولما أن تأسس مسجده جامعًا في أيام الشيخ عبد الله بن حميد كان خطيبًا فيه،