في الرصيفات حواليها ليتمتع الحجاج والعمار من ضيوف الرحمن براحة وطمأنينة والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وكان هذا التخطيط قد أقيم في أيام جلالة الملك المغفور له خالد بن عبد العزيز وقد تمت عمارتها على الوجه المطلوب وكم من عمل وإصلاحات قامت بها هذه الحكومة السعودية في مكة البلد الأمين وفي المدينة المنورة وسائر مدن المملكة.
ومن الخدمات التي وفرت للحجاج راحتهم حمامات أقيمت في مِنى لضرورة الحجاج إليها وإقامة الهاتف الذي يبلغ أهاليهم في المشارق والمغارب تحياتهم ومخاطبتهم وتخطيط شوارع مِنى وترقيمها وقد قامت الحكومة بنسف جبال في مِنى للتوسعة وجلبت المياه والثلوج بسيارات للتوزيع وأقامت رجالًا يبلغون الحجاج في خيامهم للتوعية والإرشاد بمكبرات الصوت.
كما أن الحكومة تفكر في إقامة بنايات على وجوه الجبال المحيطة بمِنى لتخفف الوطأ عن الضيق هناك ولتكون مساكن للحجاج ووقع ما كان يتوخاه المؤسس العظيم الملك المغفور له عبد العزيز من أنه إذا وجهت إليه اقتراحات يقول كل شيء في الطريق إن شاء الله ولكن الأمور تسير تدريجيًا ولما قيل له لو أقمتم موجهين ومرشدين أبدى كلمته المتقدمة وكان يقول للأمراء ورؤساء الدوائر علموا جماعتكم ووجهوهم إلى الخير عاجلًا وإننا سنقيم موجهين ومعلمين ومرشدين فكان الأمير يقوم بتوجيه من تحت يده كل بقدر الاستطاعة وعلى حسب المقدرة.
وأذكر أن أميرًا مجتهدًا قال في نصيحته يا قوم اتقوا الله وقوا بما وجب عليكم فقد ضيعتم أوامر الله ولم يبق سوى هاتين الركعتين وقد أضعتموها ويبالغ في ذلك بما لم نذكره ولم يأتكم من الله عهد بدخول الجنة هذا وهو أنا نسيب الشيوخ لا أدري أدخل الجنة أم لا.
وفيها وفاة الابن عبد العزيز بن إبراهيم البالغ من العمر ٣٤ عامًا وذلك في ٦/ ٢٣ جعله الله في موازين حسناتنا وذلك عن صدمة سيارة قضت عليه.