وقد طلبت العرب محاكمة إسرائيل ولكنها لم تجب طلباتهم وكانت صرخة في واد خلي من البشر وكان خروج الفلسطينيين في حالة يرثى لها وكان أسباب هذه الخديعة أنه اتفق المبعوث الأمريكي فيليب حبيب مع النظام اليهودي من جهة والأنظمة العربية المعنية من جهة أخرى على إخراج منظمة التحرير وقواتها التي تربو على أحد عشر ألف مقاتل من لبنان وصورت أجهزة الإعلام العربية المشبوهة الاتفاق على أنه انتصار للمنظمة وهزيمة منكرة للعدو الصهيوني.
وإسرائيل لا تريد في تلك المرحلة أكثر من خروج المنظمة وقواتها العسكرية من لبنان وخرج البطل ياسر عرفات كما يصوره أتباعه وشركاؤه من لبنان وتركوا وراءهم النساء والشيوخ والأطفال العزل تركوهم بين الكتائب واليهود والباطنيين وزعموا أنهم حصلوا على ضمانات بسلامتهم من الولايات المتحدة وجهة عربية أخرى صديقة للولايات المتحدة.
فأما ما جرى من اقتحام القوات الكتائبية واليهودية مخيمي صبرا وشاتيلا فيصف المسؤولون عن دفن الموتى قرب صبرا وشاتيلا أنها أخذت الجرافات تدفن الضحايا بدون صلاة ولا تكفين ولا تغسيل وقد اسودت الجثث وانتفخ قسم آخر بفعل الشمس وذكر أنه دفن في يوم واحد عددًا إجماليًا ثلاثمائة جثة في سبعة خلجان حفرتها الجرافات وقال عندما دخلت إلى المخيم رأيت اللحم ملزقًا على الحيطان، تستطيع أن تقول كل أساليب القتل قد استخدمت الساطور، البارودة، الرصاص، العصي، كاتم الصوت.
وهناك ساحة لاحظتها وهي عبارة عن مائتين من الأمتار فيها كثافة دماء مع آثار شعر وأحذية وارتكب الأوباش مجزرة رهيبة تذكرنا بمجزرة حماة التي سبقتها بقليل ولقد قصف الطيران الإسرائيلي دمشق في أكبر معركة جوية في تاريخ الشرق الأوسط واشترك ثلاثمائة طائرة.
واستطاعت منظمة التحرير الفلسطينية الاحتفاظ بسلاحها والصمود في وجه