المنكر فإنه كان العضد الأشد لهم وذلك لرجاحة عقله ويقدر العلماء ويحترمهم وسيماه سيما المشائخ والعلماء وله وجاهة عند الملوك والأمراء وعلو مرتبة وذلك لحسن تدابيره.
ومن خصاله أنه لا يأنف ولا يحقد، ومعه حسن خلق ويدرك بهذه الثلاثة الأشياء طلبه لأنه يدرك الإنسان بالرفق ما لا يدركه بالعنف ولا يتقدمه أحد في الاحتفالات العامة.
وسعى لدى الحكومة بحجز المكان الواسع في الموطا ليكون مقابر المسلمين وسعى فِي إحاطته وإنه ليشكر على ذلك وقلما يسعى في طلب أمر من الأمور التي تعود لمصلحة المجتمع إلا ويدركه وذلك بالتريث وعدم السآمة والعجلة وفي كلام الحكمة (إياك والسآمة فتلقيك الرجال خلف أعقابها) وهكذا الرجال وأهل المعرفة فإنهم لا ييأسون وإذا انسدّ أمر من طريق فإنهم يأتونه من طريق أخرى ولا يضجرون حتى يدركوا مطلوبهم وما أحسن ما قاله عمارة اليمنى يمتدح شاور بن مجير الدين أبا شجاع السعدي الملقب أمير الجيوش في صبره وثباته:
ضجر الحديد من الحديد وشاوَر ... من نصر دين محمد لم يضجر
حلف الزمان ليأتين بمثله ... حنثت يمينك يا زمان فكفر
وبوفاته ختم رجال الضبط والربط والإخلاص لأمتهم وكنت كثيرًا ما أناصحه وأشجعه على اقتفاء سيرة والده وبذله نفسه في المصلحة العامة فيعمل النصائح مع إبدائه للعذر بأن الوقت والزمان ليس كزمان والده ولقد ضمني سفر الحج في رفقة من بينهم المترجم والشيخ عبد الله بن سليمان الحميد وأناس آخرون في سيارة تبع المتطوعين في عام (١٣٨٧ هـ) وأخذوا منا الأجار فلم يأنف أن يأخذوا منه الأجرة ومن ابن صغير معه عمره ٨ سنين.
ويختصني لأسراره ويبدي أسفه الشديد في كون الأمور وسدت إلى غير أهلها.
ووجدته مرة في سفرنا للحج قد صعد للسيارة يقلب فسألته ما الذي جرى به